عشرات القتلى في المتوسط إثر غرق مركبين للمهاجرين
٣ يونيو ٢٠١٨ارتفعت حصيلة ضحايا غرق زورق للمهاجرين قبلة الشواطيء التونسية إلى 48 قتيلاً لقوا حتفهم ليلة السبت الأحد خلال محاولتهم عبور البحر المتوسط.
وأفادت مصادر متطابقة في تونس الأحد (الثالث من يونيو/ حزيران 2018) أن زورقاً كان ينقل نحو مئتي شخص انقلب ليلة قبالة الشواطىء التونسية. وقال آمر القاعدة البحرية بصفاقس العميد محمد صالح سقعامة لفرانس برس إنه "تم انتشال جثة إضافية ليرتفع العدد إلى 48، وقد تم إيقاف عمليات البحث على أن تستأنف غداً صباحاً".
وأكد سقعامة أنه تم إنقاذ 68 شخصا من بينهم 60 تونسياً، وخمسة من دول إفريقيا جنوب الصحراء، وشخصان من المغرب وليبي.
وأوضح آمر القاعدة البحرية أن سبب غرق المركب يعود أساساً إلى "تحميله أضعاف حمولته إضافة إلى أنه لا يحتوي على أدنى مقومات السلامة".
وتعد حصيلة الضحايا هذه الأكبر في المنطقة منذ أن أعلنت وكالة الأمم المتحدة للهجرة في الثاني من شباط/ فبراير الماضي أن حوالى 90 مهاجراً غالبيتهم من الباكستانيين، لقوا مصرعهم حين غرق مركبهم قبالة السواحل الليبية.
وقال وائل فرجاني وهو أحد الناجين ويتحدر من محافظة قابس (جنوب) لفرانس برس "لا أستطيع استيعاب الحادثة وأنا أنظر للعائلات تبكي أبناءها، تخيل أن أحدهم كان يدفع في الجثث ليتمكن من الوصول للقارب، مأساة حصلت في البحر لم تحدث من قبل".
وتابع الشاب وهو يسرد الأحداث بكل انفعالية "انقلب القارب وكان فوقه 180 شخصاً وقُتل على الأقل مائة شخص. من 180 شخصاً كان بجانبي فقط 40 على قيد الحياة والبقية جثث"، مضيفاً: "لا يمكن لقارب من تسعة امتار أن ينقل أكثر من 75 شخصاً بينما كان فوقه أكثر من 180 أو 190 شخصاً".
وكانت وزارة الداخلية التونسية قد أعلنت في بيان صباحاً انتشال جثث 11 مهاجراً وإنقاذ 67 آخرين. وقالت الوزارة إن مركباً لمهاجرين غير قانونيين "كان بصدد الغرق" ليل السبت الأحد قبالة سواحل محافظة صفاقس (جنوب شرق)، قبل أن "يتم إنقاذ 67 منهم بينهم تونسيون وأجانب كما تمّ انتشال 11 جثة في حصيلة أولية".
وأكدت الداخلية أنها تلقت "طلب استغاثة في الساعة 22:45 بتوقيت غرينتش في الثاني من حزيران/ يونيو بخصوص تواجد مركب صيد بعرض سواحل قرقنة (جنوب) على متنه مجموعة من المجتازين بصدد الغرق".
وتابعت "تحركت الوحدات البحرية العائمة التابعة للحرس الوطني بصفاقس ووحدات جيش البحر إلى مكان المركب الذي تبين أنّه على بعد حوالي خمسة اميال بحرية (نحو عشرة كيلومترات) عن جزيرة قرقنة و16 ميلا بحريا (نحو 32 كلم) على سواحل مدينة صفاقس" جنوب البلاد.
ويحاول شبان تونسيون بصفة متواصلة عبور البحر المتوسط بحثاً عن مستقبل أفضل. ووفقا لمنظمات غير حكومية، تمثل الهجرة هاجساً لدى العديد من الشباب الذين يعانون من البطالة.
من جهة ثانية وعلى الطرف الشرقي من البحر المتوسط، لقي تسعة مهاجرين كانوا يسعون للوصول إلى أوروبا حتفهم لدى غرق المركب الذي كان يقلهم الاحد في البحر المتوسط قبالة سواحل تركيا، وفق ما أفادت وسائل إعلام محلية.
وأفادت وكالة أنباء الأناضول أن الزورق واجه صعوبات قبالة منطقة ديمري في محافظة انطاليا المطلة على البحر المتوسط.
وفي جزيرة صقلية الايطالية ألقى وزير الداخلية الايطالي الجديد ماتيو سالفيني خطاباً حول الهجرة غير القانونية قال فيه "الهدف هو إنقاذ الأرواح من خلال منع انطلاق قوارب الموت" وتابع "نحن نعمل دون عصا سحرية لنصل إلى أقل عدد من الواصلين وإجلاء أكبر عدد ومنع هذا النشاط الكبير".
وكانت وزارة الدفاع التونسية اعلنت في آذار/مارس أن خفر السواحل أنقذوا 120 مهاجرا غير قانوني قرب جزيرة قرقنة غالبيتهم من تونس كانوا ينوون التوجه نحو السواحل الايطالية .
وسجلت محاولات الهجرة تراجعاً نهاية 2017 بعد ارتفاع خلال شهري أيلول/ سبتمبر وتشرين الأول/ أكتوبر. وقال مات هيربر، الباحث في المنظمة السويسرية "المبادرة الدولية ضد الجرائم المنظمة العابرة للقارات" والمتخصصة في شؤون الهجرة، إن "هذا الانخفاض توقف منذ كانون الثاني/ يناير 2018". وتابع الباحث أن "الكثير من الذين يركبون البحر" بحثاً عن عمل، يختارون المغادرة "ما دامت لديهم موارد مالية" للقيام بذالك.
م.أ.م/ ع.غ ( أ ف ب)