"على دولة قطر التحرك حيال مشكلة الاحتباس الحراري"
١٣ ديسمبر ٢٠١١لأول مرة يقام مؤتمر المناخ التابع للأمم المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وفي بلد عربي، حيث تم اعتماد قطر لتكون البلد المضيف لمؤتمر المناخ الأممي الثامن عشر لعام 2012. غير أن كل فرد من سكان قطر، شبه الجزيرة الواقعة في منطقة الخليج والبالغ عددهم مليوناً وثمانمائة ألف نسمة، يتسبب سنويا في انبعاث ما يكافئ تسعة وأربعين طناً من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، أي ما يعادل ضعفين ونصف ما يتسبب به مواطن أمريكي، بل وخمسة أضعاف ما يتسبب به مواطن ألماني من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون.
وبهذا الشأن، تنتقد نينا جمال، الناشطة اللبنانية في مجال حماية البيئة في العالم العربي لدى رابطة الناشطين المستقلين غير الحكومية، تنتقد استضافة قطر لمؤتمر المناخ 2012، وتقول: "ليس لدولة قطر بعد أي موقف بشأن تغير المناخ، على المستوى الرسمي على الأقل. وهي لا تشارك بنشاطات مفاوضات المناخ". وتنتقد نينا جمال عدم صدور أي تصريح رسمي لقطر بعد حول كيفية وقوفها إلى جانب حماية المناخ. وتضيف: "هذه أمور ينبغي على أي بلد مضيف لمؤتمر المناخ القيام بها. وإذا لم يقم البلد المضيف بذلك، فكيف يمكننا أن نكون على يقين من أنه سيساعد على التوصل إلى اتفاق طموح لتحقيق هدف حماية المناخ؟".
ما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه قطر؟
لكن لدى قيامها بتحليل دور دولة قطر في العالم العربي، فإن نينا جمال ترى وجود محفزات تجعل من دولة قطر بلداً ملائماً لاستضافة مؤتمر المناخ، وتقول: "القطريون قد يكونون دبلوماسيين جيدين. فهم قد لعبوا كثيرا جدا دور الوسيط في المنطقة". لكن الأمر لا يتعلق بقطر فحسب، بل وبكامل منطقة دول الخليج العربية، حيث توجد أكبر أربعة بلدان تتسبب في انبعاث غازات الاحتباس الحراري في العالم من حيث نصيب الفرد الواحد وهي بعد قطر: الإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت.
غير أن الخبير في حماية المناخ كريستوف بالز ، الذي يعمل منذ سنوات في إطار مفاوضات المناخ لدى منظمة جيرمان ووتش الألمانية، لديه انطباع بأن قضية تغير المناخ في منطقة الخليج العربية أصبحت تناقـَش بشكل مختلف تماما عما كان عليه الأمر قبل عامين، ويقول: "لأول مرة تناقِش قطر، الدولة الرائدة في قطاع الغاز، تطوير مصادر الطاقة المتجددة إلى جانب الوقود الأحفوري"، وتناقش كيفية اعتماد ذلك على الصعيد السياسي.
"على قطر فعل شيء تجاه التغير المناخي"
وتدعو الناشطة في مجال حماية البيئة نينا جمال دولة قطر للقيام بشيء ضد الانبعاثات العالية للغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري وتقول: "على قطر، كدولة نامية غنية، اتخاذ دور قيادي بشأن حماية التغير المناخي". وهي ترى أنه ينبغي أن تفكر قطر فيما سيتذكره الناس بعد انتهاء مؤتمر المناخ 2012 ، وتتابع كلامها متسائلة: "هل تريد قطر أن تدخل التاريخ كبلد مناضل من أجل المصالح النفطية وكبلد مهمل للبلدان الفقيرة المهددة جراء التغير المناخي؟"
لكن كُلاً من نينا جمال وكريستوف بالز يعربان عن أملهما في ألا يكون مؤتمر تغير المناخ 2012 بقطر أول مؤتمر يقام في دولة عربية في التاريخ فقط، بل ويأملان في أن يحفز المؤتمر دولاً كثيرة في المنطقة لبذل المزيد من الجهود لحماية البيئة والمناخ.
يوهانس بيك / علي المخلافي
مراجعة: طارق أنكاي