غارات تستهدف بعلبك ونعيم قاسم يتحدث عن شروط لوقف إطلاق النار
٣٠ أكتوبر ٢٠٢٤تعرّضت مدينة بعلبك وقرى محيطة في شرق لبنان الأربعاء (30 تشرين الأول/أكتوبر 2024) لسلسلة من الغارات بعد ساعات قليلة على إصدار الجيش الاسرائيلي إنذارا للسكان بالإخلاء، كما أفادت مراسل فرانس برس.
وأكد من جهته رئيس بلدية بعلبك مصطفى الشل أنّ غارات استهدفت المدينة ومحيطها، في وقت أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية بأنّ "الطيران الحربي الإسرائيلي يواصل شنّ غاراته... وصولا إلى بلدات لم يشملها الإنذار التحذيري".
وكان الجيش الإسرائيلي أصدر إنذارا بالإخلاء لسكان المدينة وقريتين تابعتين للمحافظة، محذرا من ضرب أهداف تابعة لحزب الله في المنطقة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم خزانات وقود تقع في مجمعات عسكرية تابعة لجماعة حزب الله في سهل البقاع بلبنان. وقال مصدر لبناني لرويترز إن أحد الانفجارات الضخمة الذي تسبب في تصاعد عمود ضخم من الدخان الأسود كان بسبب ضربات على مخازن وقود لحزب الله.
وتُعدّ بعلبك من كبرى مدن البقاع. وبعدما بقيت طوال نحو عام بمنأى عن التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، استهدفتها ومحيطها غارات خلال الأسابيع القليلة الماضية.
ومنذ شهر، تتعرض منطقة بعلبك لقصف شبه يومي. وتعرّضت أطراف المدينة وقرى عديدة مجاورة لها لقصف اسرائيلي عنيف مساء الاثنين أدى إلى مقتل 60 شخصا على الأقل، وفق وزارة الصحة اللبنانية.
وغادر المدينة أكثر من نصف سكانها البالغ عددهم 250 ألفا.
نعيم قاسم: حزب الله مستعدّ لوقف إطلاق نار بشروط "مناسبة"
من جهة أخرى أكّد الأمين العام الجديد لحزب الله نعيم قاسم الأربعاء أن حزب الله مستعدّ لوقف إطلاق نار مع اسرائيل لكن بشروط يراها "مناسبة" في كلمة مسجلة هي الأولى له بعد إعلان انتخابه الثلاثاء خلفا لحسن نصرالله الذي اغتيل في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 أيلول/سبتمبر. وقال قاسم "إذا قرر الاسرائيلي أنه يريد إيقاف العدوان نحن نقول نقبل، لكن بالشروط التي نراها مناسبة ومؤاتية، لن نستجدي وقف إطلاق النار".
وأضاف قاسم "أي حل سياسي يحصل بالتفاوض غير المباشر ودعامته الأولى وقف إطلاق النار ووقف العدوان" وبعد ذلك "نبيّن رأينا بالتفاصيل". وأضاف أنه "إلى الآن كل الحراك السياسي" لم يفض إلى "نتيجة لأنه لم يطرح إلى الآن مشروع توافق عليه اسرائيل ويمكن أن نناقشه".
وأكّد قاسم الاستمرار في "تنفيذ خطة الحرب" التي وضعها سلفه نصر الله، وأعلن أنّ الحزب بدأ "يستعيد وضعه بملء الفراغات ووضع قيادات بديلة" بعد الضربات "المؤلمة" التي تلقاها منذ منتصف أيلول/سبتمبر.
وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـمنظمة إرهابية.
مقترح هدنة لمدة 60 يوما
وتأتي تصريحات قاسم في وقت أعلن فيه وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين الأربعاء أن مجلس الوزراء الأمني برئاسته يناقش شروط الهدنة مع حزب الله في جنوب لبنان حيث يقوم الجيش بهجوم بري هناك. وفي تصريح للإذاعة العامة الإسرائيلية قال كوهين "هناك مناقشات وأعتقد أن الموضوع سيستغرق بعض الوقت". ووفقا للقناة 12 الإسرائيلية، ناقش رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومسؤولون إسرائيليون مساء الثلاثاء المطالب الإسرائيلية لهدنة تستمر 60 يوما.
و قال مصدران مطلعان لرويترز اليوم الأربعاء إن وسطاء أمريكيين يعملون على مقترح لوقف الأعمال القتالية بين الجيش الإسرائيلي وجماعة حزب الله اللبنانية يبدأ بوقف لإطلاق النار لمدة 60 يوما. وقال المصدران، وهما شخص مطلع على المحادثات ودبلوماسي كبير يعمل في لبنان، إن فترة الشهرين ستستخدم لإتمام التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 الذي اعتُمد في عام 2006 لجعل جنوب لبنان خاليا من الأسلحة باستثناء ما هو تابع للدولة اللبنانية.
وقالت سما حبيب المتحدثة باسم السفارة الأمريكية في بيروت ردا على سؤال عن المقترح "نود أن نؤكد مجددا أننا نسعى إلى حل دبلوماسي
ينفذ القرار 1701 بشكل كامل ويعيد المواطنين الإسرائيليين واللبنانيين إلى منازلهم على جانبي الحدود".
وأطلقت إسرائيل في 23 أيلول/سبتمبر عملية عسكرية في لبنان بعد نحو عام على تبادلها القصف عبر الحدود مع حزب الله عقب اندلاع حرب غزة، وكثّفت القصف على معاقل حزب الله في جنوب لبنان وشرقه وفي الضاحية الجنوبية لبيروت.
خ.س/ع.ج.م/ه.د (أ ف ب، رويترز)