فيلم "كينج كونج": قصة حب قديمة بتقنيات متطورة
١٦ ديسمبر ٢٠٠٥بتقديمه فيلم يحكي قصة حب بين فتاة جميلة ووحش، استطاع المخرج السينمائي بيتر جاكسون اكتساح دور العرض العالمية للمرة الثانية على التوالي. فبعد تقديمه فيلم "ملك الخواتم" يعود جاكسون إلى الأضواء عبر إخراجه الفيلم الكلاسيكي الذي أنتج لأول مرة عام 1933 ويحكي قصة الغوريلا العملاقة وحبها لشقراء جميلة. ومع انطلاق عرضه في دور السينما العالمية، أخذ المراقبون والمهتمون بعالم السينما بإطلاق التكهنات حول إمكانية حصده لجوائز الأوسكار المرموقة، وقد توقع البعض بأن يحصل هذا الفلم على جوائز أكثر من فيلم "تيتانيك" الشهير، الذي حصد العدد الأكبر من جوائز الاوسكار في تاريخ السينما حتى الآن. وحاول مخرج فيلم كينج كونج الإبقاء على حبكة فيلم عام 1933، لكنه قام بتطويرها عبر إدخال تكنولوجيا القرن الواحد والعشرين الحديثة والتي كان قد استخدمها في فيلم "ملك الخواتم".
الرفقة وليس الغرام الجنسي
واعتبر مخرج الفيلم جاكسون بأن علاقة الغوريلا بالفتاة الحسناء في هذا الفيلم نابعة من حاجة هذا الحيوان الضخم إلى الحب والرفقة وليس إلى ملاطفة جنسية أو غرام عاطفي، على عكس النسخة القديمة للفيلم. بطلة الفيلم نعومي واتس وصفت أحاسيس صديقها الغريب والضخم بأنها "أحاسيس رجل حقيقي بكل ما يحمل الوصف من معاني". وأشار المخرج الكبير إلى أن حبه لقصة الفيلم في نسخته القديمة دفعه منذ نعومة أظفاره لمحاولة إخراج فيلم جديد لكينج كونجن بعد أن شاهد الفيلم الأصلي على شاشة التلفاز في بلده نيوزيلندا. ويقول جاكسون في هذا السياق: "كان للفيلم تأثير بالغ علي وأنا طفل في التاسعة من عمري، الأمر الذي أثار رغبتي في العمل السينمائي." وقال أيضا في مؤتمره الصحفي أثناء ترويجه لفيلمه: "بوصفي محبا للسينما ولكينج كونج أردت حقا أن أراه ينفذ عبر استخدام التكنولوجيا التي نملكها اليوم."
تكنولوجية جديدة لكينج كونج
استطاع جاكسون تصوير القسم الأكثر نجاحا وتأثيرا بل والأكثر تعبيرا عن روعة الفن في مجال الكمبيوتر. فقد عمد على تجسيد جسم الممثل آندي سيركس، الذي لعب أيضا في فيلم ملك الخواتم، بجسم الغوريلا وإدخال التقنية الحديثة على حركة هذا الجسد الغريب عن طريق الكمبيوتر، ليصل بذلك إلى مستوى عال من الفن وروعة الأداء في نقل أحداث الفيلم. وقام سركيس بأداء دوره داخل بزة ترصد الحركة وتترجمها الى حركات تتناسب مع جسم الغوريلا، كما يرصد مجس خاص 232 نقطة على وجهه وتحول تعبيراته الى أحاسيس الغوريلا. وقد استطاع فيلم كينج كونج دخول قلوب الجمهور ليس بسبب استخدام التقنيات المتطورة فحسب، وانما لأنه يحاكي العواطف أيضا التي قد تربط الإنسان البشري بالحيوان، وخصوصا لأن المخرج أبعد العلاقة الجنسية بين الحيوان والإنسان التي كانت بارزة في حبكة الفيلمين السابقين (1933 و 1967). جاكسون اعتبر ذلك "أقرب إلى التصديق ويتفق مع الذوق الشخصي". وأضاف المخرج أنه يهتم أكثر بالغوريلا الضخمة وجزيرة سكل، وهي ترجع الى لفترة ما قبل التاريخ حيث عاش كينج كونج مع الديناصورات.
نجاح مشترك
تعتبر الممثلة الشقراء نعومي واتس بأن الفضل في نجاح الفيلم الكبير يعود أيضا إلى زميلها في العمل سركيس الذي يلعب دور كونج، إذ استطاع الممثل إضفاء الواقعية على العلاقة بين الغوريلا الوحيدة والفتاة التي أنقذها من الموت أكثر من مرة. القصة تتحدث عن التقاء الاثنين في جزيرة سكل، ثم تنقل الغوريلا بعد ذلك إلى نيويورك حيث يصور المشهد الأخير على قمة مبنى امباير ستيت. وكان سركيس قد تابع تحركات الغوريلا في حديقة الحيوان في روندا وفي لندن قبل البدء بتصوير الفيلم، من أجل التعرف على الحركات الطبيعية لهذا الحيوان. وقام الممثل بتصوير بعض اللقطات فوق رافعة ليبدو أن ارتفاع الغوريلا يصل إلى سبعة أمتار ونصف.
إعداد: زاهي علاوي