لبنان يدرس مقترحا أمريكيا لوقف الحرب - فما أهم ما يتضمنه؟
١٥ نوفمبر ٢٠٢٤يدرس لبنان مقترحا أمريكيا للتوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، بينما أعلنت حركة حماس الفلسطينية الجمعة (15 نوفمبر / تشرين الثاني 2024) أنها "مستعدة" للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
ومنذ أواخر سبتمبر / أيلول 2024 كثفت إسرائيل ضرباتها الجوية وبدأت عمليات برية في لبنان، بعد نحو عام من تبادل القصف عبر الحدود مع حزب الله الذي فتح جبهة إسناد لحماس في غزة.
وقال مسؤول لبناني لوكالة فرانس برس رافضا كشف اسمه إن السفيرة الأمريكية ليزا جونسون التقت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، مضيفا أنها عرضت "مقترحا أمريكيا من 13 نقطة".
ولم يقدم المسؤول تفاصيل عن المقترح، غير أنه أوضح أنه "في حال تم الاتفاق على وقف لإطلاق النار، فإن الولايات المتحدة وفرنسا ستعلنان ذلك في بيان"، مضيفا أنه "سيكون هناك وقف لإطلاق النار لمدة 60 يوما وسيبدأ لبنان بنشر الجيش على الحدود".
وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ "منظمة إرهابية". ويشار أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
بري: الورقة الأمريكية لا تتضمن حرية الحركة لإسرائيل
وأكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط" اليوم الجمعة، أنه تسلم مقترحا أمريكيا. ونفى "أن يكون المقترح يتضمن أي نوع من حرية الحركة للجيش الإسرائيلي في لبنان". وقال: "إن الأمريكيين وغيرهم يعرفون أنه أمر غير مقبول، ولا يمكن حتى النقاش فيه في المبدأ، وأنه لا يمكن أن نقبل بأي مساس بسيادتنا". كما نفى بري "أن يكون المقترح متضمنا نشر قوات أطلسية أو غيرها في لبنان"، بحسب الصحيفة في موقعها الإلكتروني.
ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية في بيروت قولها إن الورقة الأمريكية مكونة من نحو 13 بندا، "أكثرها جدلية بند يعطي للطرفين حق الدفاع عن النفس، الذي يخشى لبنان تحوله إلى حرية الحركة" التي طالبت بها إسرائيل ورفضها لبنان".
كما تشتمل على بند يقضي بإنشاء لجنة مراقبة لتنفيذ القرار الدولي (1701) الذي أنهى حرب عام 2006، وينص على منطقة خالية من المسلحين جنوب نهر الليطاني.
وأشارت المصادر إلى أن "لبنان يعترض على تأليف هذه اللجنة التي تريدها واشنطن برئاستها، وقد اقترح المفاوضون اللبنانيون سابقا توسيع اللجنة الحالية لتضم الولايات المتحدة وفرنسا، بعد اعتراض بري على بريطانيا وألمانيا".
وكشف بري أن المقترح يتضمن نصا "غير مقبول لبنانيا"، وهو مسألة تأليف لجنة إشراف على تنفيذ القرار 1701، تضم عددا من الدول الغربية. وقال: "هناك نقاش دائر الآن حول الآلية البديلة المقترحة، ونحن لن نسير فيها، فهناك آلية واضحة موجودة لا مانع من تفعيلها".
ومن المنتظر أن يرد لبنان على الورقة الأمريكية "قريبا جدا" بورقة مكتوبة أيضا تتضمن ملحوظات الجانب اللبناني، وفق الصحيفة. وأشار بري إلى أن "قدوم المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين إلى لبنان رهن بتطور المفاوضات وتقدمها".
"مركزية القرار الأممي رقم 1701"
من جانبه أكد متحدث باسم الأمم المتحدة أن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيار لاكروا جدد خلال لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين الجمعة "الدعوة إلى دعم مركزية القرار 1701". وينص القرار الدولي 1701 على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية.
واستهدفت سلسلة غارات إسرائيلية جديدة الجمعة الضاحية الجنوبية لبيروت كما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، فيما أدت ضربة إلى انهيار مبنى من عدة طوابق في حي يشهد حركة كثيفة في العاصمة اللبنانية. وجاءت هذه الضربات بعد صدور دعوات إخلاء شملت أحياء الغبيري وبرج البراجنة نشرها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي ارفقت بخرائط.
وتؤكد إسرائيل عزمها على إبعاد حزب الله من المناطق المحاذية لها في جنوب لبنان للسماح لحوالي 60 ألف نازح بالعودة إلى منازلهم في شمال إسرائيل. غير أن التنظيم الموالي لايران يواصل إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة نحو إسرائيل التي تعلن اعتراض عدد كبير منها، بينما تواصل شن غارات مكثفة في مناطق عدة.
ع.م / ص.ش (أ ف ب ، د ب أ)