مرحباً بكم في ايسن عاصمة أوروبا الثقافية لعام 2010
١١ أبريل ٢٠٠٦وقع الاختيار اليوم، 11 أبريل/نيسان 2006، على مدينة ايسن الألمانية لتحظى بلقب عاصمة أوروبا الثقافية لعام 2010. وقامت لجنة التحكيم التابعة للمفوضية الأوروبية المكونة من سبعة أعضاء باتخاذ هذا القرار في مقر المفوضية في بروكسل. أما مدينة غروليتس الواقعة بشرق ألمانيا والتي نافست ايسن على هذا اللقب فحصلت على المركز الثاني في مسابقة عاصمة أوروبا الثقافية. ومن المتوقع أن يقوم وزراء الثقافة في دول الاتحاد الأوروبي الـ25 بالتصديق على هذا القرار في خريف هذا العام. وبجانب ايسن ستقوم مدينة بيس المجرية بتمثيل الأعضاء الجدد في الاتحاد الأوروبي كعاصمة ثقافية أخرى لأوروبا. ومن بين الدول الأوروبية غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حصلت مدينة اسطنبول التركية على المركز الأول لتتقدم على العاصمة الأوكرانية كييف في هذه المسابقة.
بذلك أنهت لجنة التحكيم منافسة استمرت لمدة ثلاثة أعوام بين مدن القارة الأوروبية على هذا اللقب. وكانت مدنية ايسن قد اشتركت في هذه المسابقة بالنيابة عن مدن منطقة الروهر الصناعية، وذلك تحت شعار "الثقافة كمحرك للتغيير". ومن المعروف أن المدن التي يقع عليها الاختيار كعواصم ثقافية لأوروبا تحظي بدعم مالي من قبل الاتحاد الأوروبي، كما يزداد عدد زائريها للتعرف على معالمها السياحية. وبهذه المناسبة نصحبكم اليوم أعزائنا القراء في جولة لزيارة معالم هذه المدينة، التي تعد من كبرى مدن ولاية شمال الراين وستفاليا بغرب ألمانيا.
ثقافة منذ العصور الوسطى
قبل تأسيس مدينة ايسن عام 800 بعد الميلاد قام أسقف مدنية مونستر لودغير بإنشاء دير في حي فيردن بهدف إعداد المبشرين بالدين المسيحي في منطقة سكسونيا. وفي عام 801 تم بناء كنيسة سان لودغيروس، التي تقع حالياً في مركز المدينة. وبمرور الوقت اتحدت القرى المحيطة بالكنيسة لتشكل فيما بينها مدينة ايسن بصورتها الحالية. وفي عام 1945 وبعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها أصبحت مدينة ايسن ومنطقة الروهر بوجه عام أهم مركز لاستخراج الفولاذ والفحم في أوروبا. كما كانت منطقة الروهر في ستينات القرن الماضي المحرك الأول لاقتصاد جمهورية ألمانيا الاتحادية. وبالرغم من أن هذا الوضع قد تغير قليلاً في وقتنا الحالي، إلا أنها مازالت مركزاً اقتصادياً هاماً على مستوى ألمانيا وأوروبا.
الفحم والفولاذ جزء من الإرث الثقافي
وبعد الانتهاء من أعمال التنقيب والبحث عن المعادن في منطقة الروهر وتراجع الصناعات الثقيلة بقيت في ايسن عدة معالم تشهد على النهضة الصناعية، التي شهدتها منطقة الروهر. وأصبحت مناجم المعادن والفحم جزءاً من الإرث الثقافي العالمي ورمزاً لمنطقة الروهر. وتزخر مدينة ايسن بمسارح عريقة كمسرح الكولوسيوم، الذي يعد من أهم المسارح الموسيقية في ألمانيا. وبجانب هذا المسرح هناك عدد كبير من المعارض والقاعات الفنية والمتاحف، التي تشد اهتمام الزائرين، الذين يتوافدون على ايسن من شتى أنحاء أوروبا، وفي مقدمتها متخف فولكفانغ، الذي يضم مجموعة فريدة من اللوحات الفنية والصور الفوتوغرافية لفنانين فرنسيين من القرنين التاسع عشر والعشرين.
الاستجمام في ايسن
ومن الممكن أن يتعرف المرء على تاريخ المدينة في متحف روهرلاند بحي فيردن. أما المعبد اليهودي، الذي يقع في مركز المدينة، فيشير إلى جانب مظلم من تاريخ مدينة ايسن إبان الحقبة النازية. وفي عام 1980 تحول هذا المعبد إلى نصب تذكري لضحايا النازية. إضافة إلى ذلك تفخر مدينة ايسن بمركز ضخم للوثائق التاريخية والسياسة يؤمه عدد كبير من الباحثين والدارسين. وتضمن ايسن لزائريها قضاء أوقات استجمام ممتعة على ضفاف بحيرة بلاديني، التي يتدفق عليها سكان مدن منطقة الروهر والمناطق المجاورة لممارسة الرياضات المائية. كما تشتهر المدينة بكثرة المطاعم والحانات والمقاهي والعديد من الأماكن، التي تعد بقضاء وقت ممتع في عاصمة أوربا الثقافية لعام 2010.