مشاركة عربية طموحة في الملتقى العالمي للشبيبة 2005
يُعد "الملتقى العالمي للشبيبة" يوماً خاصاً بالكنيسة الكاثوليكية، وأخبار هذا الحدث غير منتشرة في العالم العربي، حتى بين المسيحيين، حيث ينتمي معظم المسيحيين الشرقيين إلى الكنيسة الأرثوذكسية. ولكن هناك شباب يمثلون العرب في هذا الحدث العالمي، اختار بعضهم المشاركة للصلاة والتعرف على الشباب من كل أنحاء العالم، واختار البعض الآخر أيضاً أن يكون لهم دور مختلف، فوضعوا أنفسهم في خدمة الشباب المشاركين وقرروا أن "يتطوعوا" لمساعدة الشباب، سواء بالتحضيرات السابقة للحدث أو بالقدوم في أيام الحدث نفسه والمساعدة في الأمور العملية كتوزيع الطعام والترجمة ومساعدة المعاقين وغيرها مما يحتاجه ثمانمائة ألف شاب وشابة من الدول المختلفة.
وقد عبر ماتياس كوبMathias Kopp، المتحدث عن المكتب المنظم للملتقى العالمي للشبيبة عن سعادته بهذه المشاركة العربية قائلاً: "هناك العديد من الشباب المشاركين من الدول العربية، ربما في مجموعات صغيرة ولكنهم موجودون، ونحن سعداء بحضور أسقف حلب للروم الكاثوليك، كما أن هناك شباب من سوريا أيضاً و من لبنان وفلسطين، وهناك مسيحيين مشاركين من مصر والسودان والعراق، وهناك اثنان من اليمن." وماتياس كوب سعيد بشكل خاص بالشباب القادمين من الدول التي تعاني من ظروف صعبة مثل فلسطين والعراق. ويقول "إنني سعيد جداً، فهناك عشرون شابا تمكنوا من الحضور من بغداد وكذلك هناك مئة وأربعين فلسطيني واثني عشر سوداني".
مشاركة على نطاق محدود
في كل بلد من البلاد المشاركة هناك فريق يعمل على تحضير الشباب لحضور هذا الحدث العالمي، فريق يعمل في صمت وبدون ضجة إعلامية كبيرة كتلك التي تتم في الغرب. فهناك لجان للملتقى العالمي للشباب تعمل على التنسيق بين الكنائس والأنشطة المختلفة وعلى تنظيم سفر الشباب من هذه البلاد. و في العالم العربي تقتصر هذا اللجان على مجموعات صغيرة، كفرق الكشافة والجماعات الرهبانية والمجموعات المختلفة التابعة للكنيسة الكاثوليكية.
يحاول أعضاء هذه المجموعات التحضير بشكل محدود فيما بينهم، بالتنسيق مع أعضاء هذه المجموعات الكنسية في كل أنحاء العالم. وسبيرو عون، شاب لبناني ينتمي لإحدى هذه المجموعات وهي مجموعة "طريق الموعوظين". وهي مجموعة تابعة للكنيسة الكاثوليكية تهدف إلى توفير الفرصة للشباب لاكتشاف رسالتهم في الحياة عن طريق الصلاة والتأمل. وقد استطاع سبيرو بالاشتراك مع أعضاء هذه المجموعات في الدول المختلفة، العربية والأوروبية، إعداد أسبوع تحضيري للشباب في النمسا، يشارك به شباب من لبنان وسوريا ومصر والسودان، و يقضونه في الصلاة والتأمل والاستعداد الروحي، قبل الذهاب إلى كولونيا. وعنه يقول: "يجب ألا يقتصر الأمر على التحضيرات العملية، ففي النهاية هذا اللقاء لقاء ديني، ويجب أن يخرج منه الشاب بثراء روحي"
ويرى سبيرو في هذا الحدث فرصة للتلاقي مع المسلمين فيقول: "إنه طريق حج، كما يحج المسلمون إلى مكة نحج نحن أيضاً في أماكن مختلفة وبطريقة مختلفة، لذلك فأنا أجد في هذا الحدث رسالة إلى كل المسلمين تعرفهم بأننا قريبون منهم". وسبيرو عون من المتحمسين لهذا اليوم، يعمل في الإعداد له وحضوره منذ عام 1997. وهو كصاحب شركة سياحة، يحاول مساعدة الشباب في الأمور العملية مثل تذاكر السفر وكذلك التقديم للحصول على فيزا للسفر، وقد انتقد بشدة قلة تعاون السفارة الألمانية خاصة مع الشباب العراقيين، فقد وجد بعضهم صعوبة كبيرة وفي النهاية لم يتمكنوا من السفر.
متطوعون من مصر
وبالإضافة للعاملين في لجان التحضير، اختار بعض الشباب المصري المشاركة كمتطوعين، بعضهم ينتمي للكنيسة الأرثوذكسية ولكنهم يجدون جميعاً في هذا الحدث فرصة للمشاركة والانفتاح على الآخر. وميلاد يعقوب أحد هؤلاء المتطوعين، وقد شارك من قبل في عدة أيام عالمية واختار أن يشارك هذا العام بشكل مختلف: "لقد شاركت في اليوم العالمي عام 1997 في باريس واستفدت جداً، ولكني رأيت المجهود الكبير الذي قام به المتطوعون، وكيف أنه بدونهم لا يمكن إتمام هذا العمل الهائل. لذلك فقد قررت أن أشارك هذا العام كمتطوع"
وميلاد يدرس الآن في فرنسا، وقد شجعه قرب المسافة أكثر على المشاركة. وهو يرى لهذا الحدث أثر كبير على المسيحيين في العالم العربي، حيث يجدون فرصة للمشاركة مع المسيحيين في العالم كله في حدث فريد من نوعه. ولكنه يرى الأثر أكبر على الشباب في أوروبا " أولاً يحقق هذا الحدث دوراً إعلامياً كبيراً، حيث تؤكد الكنيسة أنها مازالت "شابة" وأن مازال هناك شباب متدينين، ومن ناحية أخرى يعتبر الأمر هام بالنسبة للشباب الأوروبيين المتدينين، فأنا أحيا في فرنسا الآن وأرى كم يشعر الشباب بالحرج من التعبير عن تدينهم، ولكن بعد هذا الحدث والضجة الإعلامية التي يحدثها، لا يخجلون من التعبير عن إيمانهم" ولكن ميلاد ينتقد إهمال الإعلام العربي لهذا الحدث: "إنهم يتحدثون عنه أحياناً كخبر بسيط على مساحة صغيرة من جريدة، وكأنه لا يمس العرب، أو كأنه لا يوجد شاب عربي واحد مشارك"
وتوافقه ماريان عياد الرأي. وماريان أيضاً مصرية عرفت عن الحدث عبر الانترنت وتشارك لأول مرة به : "لقد عرفت عن اليوم العالمي عبر الانترنت، كما سمعت عنه أيضاً من بعض أصدقائي الذين حضروا أيام عالمية من قبل، وتشجعنا على المشاركة معاً، وقررنا أن نشارك كمتطوعين". وترى ماريان أن لها دور هام كشابة عربية في هذا الحدث العالمي "دورنا هو أن نثبت أن صورتهم عنا خاطئة، فهناك العديد من العرب المتحضرين والمفكرين، دورنا هو محاولة تغيير صورة الغرب عنا"