معتقل غوانتانامو يعود إلى بؤرة الأضواء بعد انتحار ثلاثة من نزلائه
١٢ يونيو ٢٠٠٦أعلنت القيادة الاميركية الجنوبية التي تتبع لها قاعدة غوانتانامو الاميركية في كوبا، ان ثلاثة معتقلين في هذه القاعدة أقدموا على الانتحار شنقا. وأوضح بيان الجيش الأمريكي ان الحراس عثروا على الأشخاص الثلاثة، وهم سعوديان ويمني، الحراس عثروا وهم في حالة غياب عن الوعي وقد توقف تنفسهم، فيما أعلن الاطباء فيما بعد حالة وفاتهم. وأعلن الجيش فتح تحقيق لتحديد أسباب الوفاة موضحا ان الجثث تلقت "أعلى قدر من الاحترام" بمساعدة مستشار حول العادات الثقافية والدينية. من جانبه عبر الرئيس الأمريكي عن "قلقه العميق"، مصرا في الوقت نفسه على ضرورة "احترام الجثث والتعامل معها بما تفرضه تقاليد كل منهم".
يذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية نقلت إلى هذه القاعدة العسكرية ما مجموعه 760 شخصا أثناء وبعد حرب أفغانستان وذلك بتهمة الإرهاب. ويُعتقد أن حوالي 460 معتقلا ما زالوا في قبضة الجيش الأمريكي هناك. وترفض الحكومة الأمريكية إعتبار هؤلاء سجناء حرب بما قد يترتب على هذا التصنيف من حقوق وفقا للقوانين والمعاهدات الدولية، بما في ذلك حق محاكمة عادلة وحق توكيل محامين. يذكر أن التهمة وجهت رسميا إلى عشرة فقط من هؤلاء، غير ان هؤلاء لم يحاكموا حتى الآن. كما رُفض السماح للمنظمات الدولية والإنسانية بزيارة المعتقلين والتعرف على أوضاعهم مما أثار انتقادات واسعة للحكومة الأمريكية على خلفية تعاملها مع حقوق الإنسان.
الجيش الأمريكي: الانتحار "عمل حربي ضدنا"!
حادثة الانتحار هذه تلقي الضوء على الظروف اليائسة التي يعيش فيها المعتقلون، لاسيما وإنها ليست الحادثة الأولى التي يقدم فيها معتقلون هناك على إنهاء حياتهم ووضع نهاية لمأساتهم. وإن كانت المحاولات السابقة قد بأت بالفشل. وباعتراف الجيش الأمريكي نفسه، حصلت منذ فتح هذه المعسكر عام 2002 وحتى الآن حوالي 41 محاولة إنتحار من قبل 23 سجينا على الأقل، بل إن أحد السجناء حاول الانتحار حوالي 12 مرة. الغريب أن قائد القاعدة البحرية الاميركية في كوبا، الأدميرال هاري هاريس، أعتبر انتحار المعتلين الثلاثة "عملا حربيا"!، متهما إياهم "بالمكر". وقال هاريس إنهم " لا يقيمون اي اعتبار للحياة، سواء لحياتهم أو لحياتنا واعتقد ان انتحارهم ليس عملا ناجما عن اليأس بل عمل حربي غير متوازن ضدنا"! لكن مقرر الأمم المتحدة الخاص لقضايا التعذيب، مانفرد نوفاك، وصف عملية الانتحار"المأساوية" بأنها نتيجة اليأس لدى أشخاص بعضهم أبرياء، ومعتقلين من سنوات دون أدنى فكرة عن جرائمهم، كا انهم لم يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم ناهيك عن ظروف الاعتقال السيئة، حسب المسئول الدولي.
الحكومة ألألمانية تجدد الدعوة لإغلاق المعتقل
هذا وقد أحدثت عملية الإنتحار هذه ردود فعل وانتقادات من جانب المنظمات الدولية والإنسانية وكذا بعض الحكومات الأوروبية التي دعت مجددا إلى إغلاق هذا الملف الأسود الذي يشكل وصمة عار في جبين العالم المتحضر. وفي برلين قال متحدث باسم الحكومة الألمانية ان الحكومة الأمريكية وعدت بأن تقدم لألمانيا شرحا وافيا لعملية الانتحار التي أقدم عليها المعتقلون. جاء ذلك بعد أن طلبت الحكومة الألمانية من واشنطن توضيحا لملابسات حادثة الإنتحار، مجددة الدعوة مرة أخرى إلى إغلاق المعتقل. يذكر أن المستشارة الألمانية، انجيلا ميركل، كانت قد دعت الحكومة الأمريكية، عشية زيارتها إلى واشنطن في يناير الماضي، إلى إغلاقه.