مقطوعة بيتهوفن "إلى إليزه" – إهداء لفتاة ظلت مجهولة على مدى ثلاثة قرون
٢٦ أغسطس ٢٠٠٩تعدّ المقطوعة الموسيقية "إلى إليزه" التي ألّفها الموسيقار الألماني الشهير لودفيغ فان بيتهوفن من أكثر الأنغام المحببة إلى عشاق الموسيقى في العالم. وقد اهتمت شتى الأساليب الموسيقية بتقديم هذه المقطوعة: بداية من الموسيقى الكلاسيكية مرورا بالروك والجاز ووصولا إلى الموسيقى الشعبية، حتى أنّها تحوّلت إلى نغمة من الأنغام المفضّلة لمستخدمي الهواتف المحمولة. ولو كان لبيتهوفن نصيب في مبيعات تلك المقطوعة لأمسى اليوم من الأثرياء عبر هذا اللحن وحده.
من هي إليزه؟
عندما دوّن بيتهوفن لحن هذه المقطوعة على مسودّة كتب عليها: "إلى إليزه، للذكرى – لودفيغ فان بيتهوفن في 27 أبريل (نيسان)"، لكنّه لم يسجّل السّنة. وقد تمكّن العلماء من تحديد السّنة، وهي 1810، ولكّنهم لم يجدوا إجابة عن السّؤال الذي بقي لنحو ثلاثة قرون مطروحا، ألا وهو: من تكون إليزه؟ ويعتقد الباحث في العلوم الموسيقية كلاوس مارتين كوبيتس أنّه تمكّن أخيرا من كشف النّقاب عن شخصية إليزه المجهولة: "أعمل منذ سنوات لإصدار كتاب بعنوان "بيتهوفن في عيون معاصريه"، ويتضمّن الكتاب مقالات وأقوال أشخاص كانوا يعرفون بيتهوفن شخصيّا، أي أنه يتضمن يوميات ومذكّرات ورسائل وأشعاراً." وتتطرق هذه الشهادات إلى عدد من النّساء، من ضمنهن واحدة تدعى إليزبيت روكيل، وهي شقيقة يوزيف روكيل مغنّي الأوبرا الذي ربطته صداقة حميمة مع الموسيقار بيتهوفن منذ عام 1801.
تذكار أزلي: علاقة حب أم صداقة؟
وكان أصدقاء إليزبيت التي عُرفت بجمالها وبميولها الموسيقية يطلقون عليها "إليزه". ويقول المؤرّخون إن إليزه سافرت عام 1810 إلى مدينة بامبيرغ بجنوب ألمانيا للتّمثيل على خشبة المسرح. وعليه يستنتج كوبيتس أنّ علاقة ما كانت تربطها بالموسيقار بيتهوفن، ذلك أن المقطوعة "إلى إليزه" قد تم تأليفها في نفس السّنة التي رحلت فيها "إليزبيت"، بالإضافة إلى أنّّ بيتهوفن قد أضاف إلى الإهداء الذي كتبه على مسودة المقطوعة كلمة "للذكرى"، ما يعني أنّهما قد افترقا بحسب كوبيتس. وعلى الرّغم من أن إليزبيت تزوّجت رجلاً آخر، إلاّ أنّ علاقة صداقة بقيت تربطها بالموسيقار، إذ إنها زارته قبل وفاته بأيّام، أي في مارس (آذار) عام 1827، واقتطعت خصلة من شعره، كما أن بيتهوفن أهداها الريشة التي كان يخط بها ألحانه في آخر أيامه.