ملاحقة الصحافيين القضائية تثير موجة من الاستياء في ألمانيا
٤ أغسطس ٢٠٠٧اعتبر ناشرو الصحف الألمانية التحقيقات التي أعلن عنها الادعاء العام في ألمانيا بحق الكثير من الصحفيين البارزين بتهمة اقتباس معلومات سرية من تقرير اللجنة البرلمانية المراقبة لأنشطة الاستخبارات الألمانية في مكافحة الإرهاب مجرد ستار لإجراءات أخرى غير مشروعة. و قال رئيس اتحاد ناشري الصحف الألمانية هلموت هاينين في هذا الصدد في برلين إنه من المحتمل أن يكون التحقيق مع هؤلاء الصحفيين مجرد ستار لتبرير حملات المداهمة ومصادرة وثائق وأجهزة خاصة بالصحفيين.
وفي نفس الإطار أشار هاينين إلى الحكم الذي حصلت عليه مجلة "سيسيرو" في شباط/فبراير الماضي وقال إن هذا الحكم قد بين بوضوح أن مجرد نشر أسرار وظيفية من قبل الصحفيين لا يكفي لتوجيه التهمة إليهم بأنهم ساعدوا في إفشاء أسرار. كما طالب العاملين بالسياسة في ألمانيا بتفسير القوانين التي ترمي إلى حماية حرية الصحافة بشكل أوضح يصب في خدمة جودتها.
الصحف الألمانية قيد التحقيق
ومن بين الصحفيين المتهمين خمسة من محرري مجلة "دير شبيجل" واسعة الانتشار، بالإضافة إلى رئيس التحرير نفسه، شتيفان أوست. كما يحقق الادعاء في التهمة الموجهة لصحفيين بارزين في صحف "زود دويتشه تسايتونج" و"دي تسايت" و"فرانكفورتر روند شاو" و"تاجز شبيجل" و"برلينر تسايتونج" و"تاجز تسايتونج" و"دي فيلت" و "دي فيلت أم زونتاغ".
و أكد ادعاء مدينة برلين أن التحقيقات جاءت بناء على طلب من رئيس البرلمان الألماني نوربرت لامرت بإيعاز من رئيس اللجنة البرلمانية المراقبة لأنشطة الاستخبارات الألمانية في مكافحة الإرهاب، زيغفريد كاودر، الذي نقلت قناة "ايه ار دي" ARD عنه قوله: "فجأة أصبحت لجنة مراقبة أنشطة الاستخبارات الألمانية ذات ثغرات وثقوب أكثر من ثقوب الجبن السويسري. وأصبح بالإمكان أن تطلع في الصحافة على أكثر ما يمكن أن نقرأه نحن المعنيين بالتقارير الاستخباراتية في الملفات السرية نفسها".
انتقادات سياسية وإعلامية
وفي تصريح لجريدة "هاندلزبلات" الصادرة اليوم الجمعة قال كاودر إن بعض أعضاء اللجنة كانوا يقتبسون من الصحف في جلساتهم العامة التفافا على القواعد الملزمة بالتكتم على التقارير السرية". واعتبر رئيس اتحاد الصحفيين الألمان، ميشائيل كونكن، هذه التحقيقات "اعتداء سافرا على حرية الصحافة".
كما انتقدت الأحزاب المعارضة الأخرى هذه الملاحقات، وفي مقدمها حزب الخضر واليسار. وقال المسؤول عن حزب الخضر في اللجنة البرلمانية التي تحقق في مكافحة الإرهاب كريستيان ستروبل لوكالة فرانس برس إن "صحافة الاستقصاء باتت مستحيلة"، معتبرا أن الشخص الذي يقوم بتسريب المعلومات إلى الصحفيين سيكون من الآن وصاعدا مجبرا على "التفكير ثلاث مرات" قبل التعاون مع أي صحافي.
ودانت مساعدة رئيس كتلة "اليسار" في البرلمان بيترا باو ما اعتبرته "مناورة لتحويل الأنظار"، لافتة إلى أن الفضيحة الفعلية في مكان آخر. وأخذت على الحكومة الألمانية أنها اخفت عن البرلمان معلومات تتصل بمكافحة الإرهاب، وأضافت إن "الصحافيين هم الذين ساهموا جزئيا في كشف استراتيجية الصمت هذه". كما وصف العديد من الصحافيين المستهدفين التدبير القضائي بأنه محاولة ترهيب.