منع التدخين في وسائل المواصلات والأماكن الحكومية في ألمانيا
١ مارس ٢٠٠٧أعطى مجلس الوزراء الألماني الضوء الأخضر لمنع التدخين في وسائل المواصلات العامة والوزارات والمعاهد والمحاكم التابعة للحكومة. وإن كان التدخين سيظل ممكناً داخل المباني الحكومية فقط في حال وجود غرف منفصلة للمدخنين. كما يحظر القانون الجديد بيع السجائر ومنتجات التبغ للشباب الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً، بعد أن كان الحد الأدنى لبيع تلك المنتجات حتى الآن 16 عاماً.
خطوة هامة لكن غير كافية
ومن المقرر أن يدخل القانون حيز التنفيذ ابتداء من الأول من سبتمبر/أيلول المقبل إذا ما وافق البرلمان الألماني عليه، مع ترك فترة سماح استثنائية فيما يخص السن، حتى الأول من يوليو/تموز عام 2009 لإجراء تعديلات على ماكينات بيع السجائر الأوتوماتيكية. أما فيما يخص منع التدخين داخل المطاعم، فمازالت السلطات المحلية تتداول الأمر، حيث أكد مجلس الوزراء أن هذه القضية تعد من اختصاص الولايات منفردة. وفي هذا الإطار قالت وزيرة الصحة الألمانية أولا شميدت: "لقد اتخذنا القرارات ضمن الصلاحيات المخولة لنا على المستوى الفيدرالي. وأنا أعتقد أن هذا بالفعل سيساعد الكثير من الناس على التنفس براحة، بالمعنى الحرفي للكلمة".
لكن البعض يرى أن تلك القرارات غير كافية بعد حتى تتنفس الأغلبية بحرية في ألمانيا، فقد أظهرت دراسة فيدرالية في مطلع هذا الأسبوع أن 11 بالمائة من المطاعم فقط في ألمانيا لديها أماكن مخصصة لغير المدخنين. وقد أُجبر الائتلاف الحاكم على التنازل عن اقتراحات أكثر صرامة فيما يخص التدخين لخشية وزير الداخلية ووزير العدل من كون اتخاذ هذه القرارات يشكل تعدياً على الدستور الذي يعطي الولايات سلطات واسعة.
منع التدخين مع فتح باب الاستثناءات
من جانبهم، اتفق وزراء الصحة في الولايات الـ16 الأسبوع الماضي على بعض الاقتراحات لتوفير حماية أفضل لغير المدخنين في ألمانيا. واتفق وزراء الصحة الألمان على منع التدخين في المراقص والمسارح ودور السينما والمتاحف والمؤسسات التعليمية وأماكن قضاء أوقات الفراغ الخاصة بالأطفال والشباب، بالإضافة إلى المباني الإدارية التابعة للولايات. كما ووافق الوزراء من حيث المبدأ على ضرورة حظر التدخين في المطاعم حسبما أعلنت ميشتهيلد روس لوتمان، وزيرة الصحة بولاية ساكسونيا السفلى. لكنها أضافت بأنه من المقترح السماح باستثناءات في بعض الحالات مثل إقامة غرف للتدخين منفصلة تماماً عن بقية المطعم. وهو نفس الموقف الذي اتخذته ولايتي بافاريا وشمال الراين – وستفاليا حيث فضلت كلاهما إبقاء باب الاستثناءات مفتوحاً.
ألمانيا أكثر دول الاتحاد الأوروبي تسامحاً مع التدخين
هذه الاستثناءات لاقت العديد من الانتقادات من قبل بعض السياسيين الألمان، ومن بينهم وزيرة الصحة الألمانية أولا شميدت التي قالت في حديث لصحيفة "باساور نويه بريسه": "إن سعي ولاية شمال الراين فيستفاليا لتمرير استثناءات ضد منع التدخين في المطاعم والفنادق سيؤدي إلى الإخلال بقواعد المنافسة الشريفة". أما بيربل هون، العضو بحزب الخضر فقد عبر عن غضبه من هذه الاستثناءات قائلاً: "الاستثناءات المقترحة ستفتح الباب أمام حلول وسط غير مرضية".
ومن جانبها تتمنى سابين بايتزينج، مفوضة الحكومة لمكافحة إساءة استخدام المواد المسببة للإدمان أن تحظر ألمانيا التدخين أثناء قيادة السيارات نظراً لأنه ضار بالصحة وخطر على السلامة، حتى ولو كان ذلك يمثل انتهاكاً للخصوصية. وقالت بايتزينج: "لم يعد في مقدورنا أن تجاهل مخاطر التدخين السلبي". وتعد ألمانيا أكثر البلاد في الاتحاد الأوروبي تسامحاً فيما يخص التدخين، فقد منع التدخين في المطاعم والبارات والأماكن العامة في كل من أيرلندا والنرويج ومالطة وإيطاليا وأسبانيا، بينما وضعت فرنسا وبريطانيا قيوداً للتقليل من الأماكن المخصصة للتدخين.