ميركل تدافع عن مهمة أفغانستان رغم تراجع التأييد الشعبي
٢٢ أبريل ٢٠١٠وصفت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل المطالبة بسحب فوري للقوات الألمانية من أفغانستان بأنها "غير مسئولة". وقالت في بيان حكومي ألقته أمام البرلمان الألماني (البوندستاغ) صباح اليوم الخميس(20 أبريل/ نيسان 2010) أن تداعيات مثل هذا التصرف ستكون أبشع من تداعيات هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001 مؤكدة أنها ستؤدي إلى سقوط أفغانستان في الفوضى والاضطراب. وأكدت المستشارة أن السحب الفوري للقوات سيؤدي أيضا إلى مخاطر شديدة على أمن ألمانيا والمجتمع الدولي، لأنه سيزيد من مخاطر وصول مواد نووية إلى أيدي جماعات متطرفة. وأردفت:
"يجب الحيلولة دون ذلك".
وقالت المستشارة الألمانية إنها تتفهم موقف الجنود الألمان الذين يصفون مهمة أفغانستان بـ "الحرب". وحذرت في بيان حكومي ألقته أمام البرلمان الألماني صباح اليوم الخميس من الاستهانة بمخاطر المهمة وقالت :"لا يوجد بيننا من يستهين بالأمر". ودعت المستشارة الألمانية النواب كافة إلى دعم تفويض المهمة الذي أقره البرلمان وقالت:" لا يمكن أن ننتظر الشجاعة من جنودنا، في حين تنقصنا نحن الشجاعة لدعم قراراتنا".
"المهمة لمكافحة الإرهاب وألمانيا في مرمى النيران"
ودافعت ميركل عن مشاركة بلادها في مهمة أفغانستان وقالت إن هذه المشاركة ضرورية لمكافحة "الإرهاب" مضيفة "من الخطأ الاعتقاد بأن ألمانيا ليست في مرمى نيران الإرهاب الدولي" مشيرة إلى أن المخاطر تنبعث من طالبان أو من القراصنة قبالة سواحل الصومال. وشددت المستشارة على أن ألمانيا مستعدة للمشاركة بعناصر من جيشها في إطار دولي إذا كان الأمر يخدم حماية الشعب الألماني أو الحلفاء. ورفضت التشكيك الذي أثاره بعض الساسة الألمان في التفويض الخاص بمهمة أفغانستان مؤكدة أن هذا التفويض يتجاوز جميع الشكوك الدستورية.
وأعربت ميركل في مستهل كلمتها، عن تعازيها لأقارب وأصدقاء سبعة جنود ألمان لقوا حتفهم في هجومين منفصلين في أفغانستان قبل نحو أسبوعين. وقالت إن الجنود الألمان لقوا حتفهم لأنهم كانوا يرغبون في تحويل أفغانستان إلى بلد "خال من الإرهاب، أو الخوف". وأعربت في الوقت نفسه عن أمنياتها بشفاء عاجل للجنود الذين أصيبوا في الهجوم الثاني.
من جهته أكد رئيس البوندستاغ نوربرت لامرت في كلمة افتتح بها الجلسة وتخللها دقيقة صمت على أرواج الجنود أن "البرلمان الألماني ومواطني ألمانيا ينحنون أمام القتلى" مؤكدا أن مهمة الجنود هي "مساهمة من أجل أمننا وحريتنا التي يتعين الدفاع عنها في زمن الإرهاب الدولي، وتحديدا في تلك الأماكن التي تمثل مراكز قيادية (للإرهابيين) ونقاط تقهقر لهم".
جدل قانوني وعدم قبول شعبي
ولا تلقى مهمة القوات الألمانية في أفغانستان قبولا شعبيا في ألمانيا. وأثارت ميركل وغوتنبرغ تساؤلات قانونية من خلال الاعتراف بأن النزاع المسلح في أفغانستان يمكن وصفه "بالحرب" بصفة عامة. وسوف يتعين على الحكومة من الناحية القانونية أن تطلب تجديد الموافقة البرلمانية لتفويض شن حرب في أفغانستان. ويتم حاليا في ألمانيا تعريف الوضع في أفغانستان بأنه " نزاع مسلح". وتسبب الحادثان والضحايا السبع في زيادة الجدل السياسي في ألمانيا حول مهمة القوات الألمانية.
إلى ذلك تعهدت الولايات المتحدة بتزويد ألمانيا بمروحيات قتالية في أفغانستان. وجاء التعهد خلال زيارة يقوم بها لبرلين قائد قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) في أفغانستان ، الجنرال الأمريكي ستانلي ماكريستال . وقال وزير الدفاع الألماني كارل تيودور تسو غوتنبرغ في بيان عقب الاجتماع مع ماكريستال أن الولايات المتحدة "سوف تزودنا في الأسابيع والأشهر المقبلة بمعدات نعاني نقصا فيها" بما في ذلك مروحيات الإخلاء الطبي "ميديفاك" ومروحيات حربية.
وأضاف الوزير الألماني أن من "المهم أن يتم في الأسابيع والأشهر المقبلة سد النقص في العتاد بأسرع ما يمكن" متابعا أن الولايات المتحدة "سوف تساعد ألمانيا مادمنا لسنا في وضع نستطيع فيه حماية أنفسنا". وقال قائد الناتو "الدور الذي تلعبه القوات الألمانية شمال أفغانستان ومقر القيادة فيه دور متميز وأنا أشيد بخدماتها وتضحياتها".
وسام ألماني رفيع لجنود أجانب للمرة الأولى
وللمرة الأولى في تاريخ ألمانيا الحديث، منحت برلين جنودا أجانب وسام الصليب الأعظم الألماني، وهو واحد من ارفع الأوسمة العسكرية. وقدم غوتنبيرغ الوسام لـ 14 من أفراد الأطقم الطبية الأمريكية الذين قاموا برعاية الجنود الألمان الذين لقوا حتفهم خلال الاشتباك الدموي في وقت سابق الشهر الحالي. وكان الجنرال الأمريكي وغوتنبرغ قد وضعا قبل الاجتماع إكليلين من الزهور على النصب التذكاري للجيش الألماني في باحة وزارة الدفاع الألمانية تكريما للجنود الألمان السبعة الذين قتلوا مؤخرا في أفغانستان.
(إ. ا. د ب أ، وكالات)
مراجعة: طارق أنكاي