واشنطن تعلن دعمها لكوريا الجنوبية بعد تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية

أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم الاثنين (24 أيار / مايو 2010) عن دعمه لكوريا الجنوبية في الدفاع عن نفسها بعد حادث غرق إحدى سفنها الحربية في 26 من شهر آذار/ مارس الماضي والذي أسفر عن مقتل 46 كوريا جنوبيا. وجاء في بيان للبيت الأبيض أن "الولايات المتحدة تؤيد بلا ريب دفاع كوريا الجنوبية عن نفسها" لافتا إلى أن الرئيس قد أصدر تعليمات لقادته العسكريين بالتنسيق بشكل وثيق مع نظرائهم في كوريا الجنوبية لضمان التأهب وردع أي عدوان مستقبلي".

وأفاد البيان بأن أوباما أيد نهج الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك في التعامل مع غرق السفينة تشونان والتحقيقات بشأن الحادث، الذي وقع في آذار/مارس الماضي، والتي خلصت إلى أن غرق السفينة كان بفعل طوربيد كوري شمالي. وجاء في البيان "نؤيد مطلب الرئيس لي بأن تعتذر كوريا الشمالية على الفور وتعاقب هؤلاء المسئولين عن الهجوم، والأهم، أن تكف عن سلوكها العدواني والتهديدي".

كلينتون تحث الصين على التعاون لحل الأزمة بين الكوريتين

ومنعت سول اليوم الاثنين دخول السفن الكورية الشمالية إلى المياه الكورية الجنوبية، كما قطعت العلاقات الاقتصادية وقللت المساعدات الإنسانية التي تمنحها لكوريا الشمالية. كما أعربت واشنطن عن تأييدها لخطط سول بتصعيد قضية غرق السفينة لمجلس الأمن الدولي. وأكد البيت الأبيض أن أوباما أصدر التعليمات للوكالات الحكومية "بمراجعة تفويضاتها وسياساتها الحالية" التي تتعلق بكوريا الشمالية ردا على أسلوب الدولة، الذي وصفه "بالاستفزازي والمتحدي للقانون الدولي"، داعيا إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة.

من جهتها، حثت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون الصين على التعاون مع واشنطن لمواجهة التوترات المتزايدة في شبه الجزيرة الكورية بشأن حادث إغراق سفينة حربية كورية جنوبية. وقالت كلينتون إن استفزازات كوريا الشمالية أمر يدعو "للاهتمام العاجل"، فيما تتردد أنباء عن أن الصين متشككة إزاء نتائج تحقيق دولي في حادث إغراق السفينة الحربية شيونان في 26 آذار /مارس الماضي، الذي توصل إلى أن طوربيدا كوريا شماليا كان المسؤول عن الحادث.

وجددت الصين دعوتها كل الأطراف إلى "ضبط النفس والهدوء" فيما يتعلق بحادث إغراق البارجة الكورية الجنوبية. وقال ما تشاو شو، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، إن حادث السفينة يجب التعامل معه "بنزاهة وموضوعية مثل قضايا دولية أخرى." أما كوريا الشمالية فقد اتهمت سول بـ "فبركة" الأدلة مؤكدة أن البلدين باتا "على شفير الحرب". يأتي ذلك بعد أن كررت بيونغ يانغ باستمرار نفيها أي تورط من جانبها في هذا الحادث، الذي يعد الأسوأ منذ مقتل 115 شخصا في 1987 في اعتداء على طائرة بوينغ تابعة لشركة الطيران الكورية، نُسب إلى عملاء كوريين شماليين.

كوريا الجنوبية تصعد من لهجتها إزاء بيونغ يانغ

وفي تطور سابق توعد، لي ميونغ باك، الرئيس الكوري الجنوبي اليوم بأن يجعل كوريا الشمالية "تدفع ثمن" إغراق البارجة تشيونان، وطلب من مجلس الأمن الدولي فرض عقوبات جديدة على بيونغ يانغ. وهدد لي ميونغ باك في خطاب تلفزيوني، طغت عليه لهجة حادة، كوريا الشمالية برد عسكري فوري إذا وقع أي عدوان جديد. وقال رئيس كوريا الجنوبية "إن بلاده لن تقبل بعد الآن بأي عمل استفزازي من كوريا الشمالية وستبقي على مبدأ الردع الاستباقي". وأضاف "إذا انتهكت مياهنا الإقليمية ومجالنا الجوي أو أرضنا فسنلجأ على الفور إلى حقنا في الدفاع عن أنفسنا".

(ش.ع / د.ب.أ / أ.ف.ب / رويترز)

مراجعة: طارق أنكاي