"وين صرنا؟".. حين يشتاق نازحون من غزة لأيام لم تكن الأجمل!
١٦ نوفمبر ٢٠٢٤لم تكن الحياة في غزة سهلة أو حتى طبيعية قبل اندلاع الحرب بين حماس وإسرائيل إثر الهجوم غير المسبوق الذي شنته الحركة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
لكن حتى هذه الأيام يحن لها الآن الناجون من القطاع ويتمنون استعادتها ومنهم نادين وعائلتها أبطال الفيلم الوثائقي "وين صرنا؟" الذي يمثل التجربة الإخراجية والإنتاجية الأولى للتونسية درة زروق.
يستعرض الفيلم على مدى 79 دقيقة رحلة نزوح نادين وطفلتيها التوأم وإخوتها وأمها من حي تل الهوى بمدينة غزة يوم 13 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وصولاً إلى مصر بعد ثلاثة أشهر من بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، التي تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة كمنظمة إرهابية.
ويعتمد الفيلم في مجمله على سرد أفراد العائلة في القاهرة لذكريات حياتهم في غزة قبل الحرب ومغادرتهم منزلهم قسراً بناء على أمر إخلاء من القوات الإسرائيلية حاملين معهم أبسط المتعلقات الشخصية على أمل العودة قريباً وانتقالهم إلى مخيم النصيرات ثم رفح.
وفي مقابل ارتياح مؤقت بالنجاة من قصف مكثف حصد آلاف الأرواح من بينهم جيرانها وأصدقاؤها يعتصر الخوف قلب نادين بسبب زوجها عبود الذي لم يستطع الخروج مع العائلة وظل عالقاً في غزة.
يظهر عبود في لقطات من غزة معظمها ملتقط بكاميراً الهاتف المحمول وهو يحاول تدبير حياته بعيداً عن الأسرة، محاولاً إيجاد سبيل للحاق بهم في القاهرة حتى يكلل مسعاه بالنجاح.
وفي رحلة العودة يمر عبود بشواطئ غزة التي اكتظت بالخيام بعدما كانت متنفساً له ولأسرته، والأحياء والشوارع التي دمرت تماماً بعدما كان يتسوق فيها ويعمل ويعيل عائلته رغم الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات، ويتساءل قائلاً: "يا الله.. وين كنا ووين صرنا!!".
وقالت الممثلة التونسية درة زروق مخرجة الفيلم قبل عرضه العالمي الأول في دار الأوبرا المصرية ضمن الدورة الخامسة والأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي "أبطال الفيلم ناس حقيقية من فلسطين.. كلنا عملنا الفيلم بحب وإيمان شديد بالقضية الإنسانية اللي بنتكلم عنها".
وأضافت "حبيت أقرب منهم من الجانب الإنساني، المشاعر، لأنهم عمرهم ما هيبقوا أرقام، هما ناس تستحق كل تقدير وشعب عظيم".
وينافس الفيلم ضمن مسابقة (آفاق السينما العربية) في المهرجان الذي يختتم عروضه يوم 22 تشرين الثاني/نوفمبر.
خ.س/أ.ح (رويترز)