شرودر يلتقي نجاد في طهران وانتقادات ألمانية شديدة للزيارة
٢١ فبراير ٢٠٠٩التقى المستشار الألماني السابق، جيرهارد شرودر، الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، اليوم السبت (21 شباط/ فبراير) في العاصمة الإيرانية طهران. وتمت المقابلة بعيدا عن آية أضواء إعلامية في القصر الجمهوري الإيراني. وكان المستشار الألماني شرودر قد وجه انتقادات للرئيس نجاد قبيل ساعات من هذا اللقاء بسبب تصريحات الأخير حول وجود إسرائيل وإنكاره للمحرقة النازية ضد اليهود (الهولوكوست). وقال شرودر في كلمة ألقاها اليوم السبت أمام غرفة التجارة والصناعة الإيرانية في طهران "إن المحرقة حقيقة تاريخية وليس من المعقول إنكار مثل هذه الجريمة المنقطعة النظير في التاريخ".
وكان شرودر صرح لدى وصوله إلى العاصمة الإيرانية أنه يرحب بعقد محادثات سياسية مع نجاد وغيره من الساسة في إيران قائلا: "لا أشغل الآن مناصب سياسية تنفيذية ولكني رجل سياسة وآمل أن أجري محادثات هنا أوهناك". كما رفض شرودر تكهنات الصحافة الإيرانية عن حمله رسائل من الإدارة الأمريكية الجديدة والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى طهران. كما أكد شرودر على أنه لا يحمل رسائل وإنما يحمل آمالا في إقامة علاقات جديدة بين المجتمع الدولي وإيران.
التشكيك في المحرقة لن يفيد القضية الفلسطينية
وذكر شرودر أنه إذا كانت إيران راغبة في أن ينظر المجتمع الدولي إليها جديا على أنها قوة إقليمية فعليها أن تتحمل مسئولياتها وتحترم القواعد الدولية. وأضاف أن التصريحات التي تطلق عن المحرقة ستصرف الانتباه عن القضية المركزية في الشرق الأوسط وتعطل السعي لإيجاد حل مشترك للصراع القائم بين إسرائيل وفلسطين. يشار إلى أن أحمدي نجاد كان قد قوبل بإدانة دولية منذ توليه السلطة عام 2005 لوصفه المحرقة بأنها "خرافة" ووصفه إسرائيل بأنها "ورم" في الشرق الأوسط.
وجاء رد الجانب الإيراني على انتقادات المستشار الألماني السابق سريعا، حيث قال محمد نهاونديان رئيس غرفة الصناعة والتجارة الإيرانية: "إنه سيكون من الخطأ قياس التطورات في الشرق الأوسط بمقياسين". وأضاف "لا يجب أن ننسى المذبحة الأخيرة في قطاع غزة ويجب أن يدين المجتمع الدولي إسرائيل بسببها"، وذلك وفق تصريحات نقلتها وكالة رويترز.
انتقادات لزيارة شرودر
وكان المجلس الأعلى لليهود في ألمانيا انتقد شرودر بحدة على لقائه أحمدي نجاد، وقال الأمين العام للمجلس شتيفان كرامر في حديث مع صحيفة "نويه بريسه" التي تصدر اليوم السبت في هانوفر: "إن السيد شرودر يلحق أشد الضرر بسمعة ألمانيا من خلال لقائه نجاد". وأشار كرامر إلى أن شرودر سيساهم من خلال هذا اللقاء في دعم النظام الإيراني والديكتاتور نجاد، وطالبه بالتخلي عن لقاء نجاد في طهران "من أجل حقوق الإنسان".
كما طالب حزب الخضر المعارض في ألمانيا المستشار الألماني السابق شرودر بالتخلي عن عقد لقاء مع الرئيس الإيراني أحمدي نجاد خلال زيارته الحالية لإيران. وقال أوميد نوريبور النائب في البرلمان الألماني عن حزب الخضر والمولود في طهران أن نجاد، الذي يعاني في الواقع من عزلة دولية، قد يستخدم هذه الزيارة لتقديم نفسه أمام شعبه كشريك مرموق في الحوار وذلك وفق تصريحات نقلتها عنه وكالة الأنباء الألمانية. يذكر أن جيرهارد شرودر الذي بدأ أول أمس الخميس زيارته لإيران شغل منصب مستشار ألمانيا بين عامي 1998 و 2005 حيث قاد ائتلافا حاكما بين حزبه الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر.