لبنان: ارتفاع قتلى الغارات الإسرائيلية ونزوح آلاف العائلات
٢٣ سبتمبر ٢٠٢٤قالت وزارة الصحة اللبنانية اليوم الاثنين (23 سبتمبر/ أيلول 2024) إن حصيلة القتلى جراء الغارات الجوية الإسرائيلية ارتفعت إلى 492 شخصا، فيما أصيب 1645 آخرون. وقالت الوزارة إن 35 طفلا و58 امرأة لقوا حتفهم بعد أن شنت إسرائيل أعنف موجة من الغارات الجوية ضد ميليشيا حزب الله المتحالفة مع إيران، منذ عام 2006.
وكانت حصيلة سابقة أعلنتها السلطات اللبنانية قد ذكرت أنّ الغارات الإسرائيلية على مناطق عدة في لبنان الإثنين خلفت أكثر من 350 قتيلا، بينهم 24 طفلا، في ضربات تُعد الأعنف منذ بدء تبادل إطلاق النار على جانبَي الحدود قبل نحو عام على خلفية الحرب في غزة.
وكان وزير الصحة اللبناني فراس أبيض قد أعلن في وقت سابق اليوم عن مقتل 274 شخصا وإصابة أكثر من ألف آخرين ونزوح آلاف العائلات من المناطق المستهدفة بالغارات الإسرائيلية العنيفة منذ صباح الاثنين، في أعلى حصيلة تسجل في يوم واحد منذ بدء التصعيد بين إسرائيل وحزب الله قبل نحو عام.
وقال الوزير في مؤتمر صحافي بعد عصر الاثنين إن الحصيلة الأخيرة هي 274 قتيلا بينهم 21 طفلا و39 امراة مشيرا إلى أن هناك بعض القتلى لم يتم التعرف إليهم. وأضاف الوزير إلى أن هناك "1024 جريحا شاركت 27 مستشفى في استقبالهم"، متحدثا عن نزوح الآلاف من العائلات من مناطق الاستهداف جراء القصف الإسرائيلي.
وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية منذ صباح اليوم سلسلة واسعة من الغارات لا تزال مستمرة، استهدفت العديد من المناطق في جنوب لبنان والبقاع الغربي.
وقال مسؤول لبناني طلب عدم الكشف عن هويته لرويترز إن اليوم الاثنين هو الأكثر دموية في لبنان منذ نهاية الحرب الأهلية التي استمرت 15 عاما.
نزوح آلاف العائلات
وفرت آلاف العائلات اللبنانية من مناطق في العاصمة بيروت وجبل لبنان في أعقاب الضربات الإسرائيلية. وملأت صفوف السيارات الطرق التي تربط مدينة صور الساحلية الجنوبية ببيروت. وشوهدت سيارات ممتلئة بالنساء والأطفال وبعض الأمتعة على طريق خلدة الرئيسي عند المدخل الجنوبي لبيروت.
وقال بلال قشمر، وهو مسؤول في وحدة إدارة الكوارث في منطقة صور، لفرانس برس إن "مئات النازحين وصلوا إلى مركز إيواء في مدينة صور بينما ينتظر آخرون في الشوارع"، في وقت أفاد مصورو فرانس برس عن زحمة سير خانقة خصوصا في مدينة صيدا الساحلية التي اكتظت شوارعها بسيارات تقل نازحين
وتركزت الغارات في مختلف أنحاء جنوب لبنان بما في ذلك مناطق صور والنبطية وغيرها، ومحافظة البقاع الحدودية مع سوريا في شرق البلاد، وفق الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية ومراسلي فرانس برس الذين أكدوا أن حدّة الغارات غير مسبوقة منذ بدء التصعيد بين إسرائيل وحزب الله قبل أكثر من 11 شهرا.
نتانياهو: إسرائيل لا تنتظر التهديد
وبعد الضربات على لبنان قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الاثنين إن إسرائيلستواجه "أياما صعبة" في الوقت الذي تكثف فيه الضربات على حزب الله في جنوب لبنان، ودعا الإسرائيليين إلى الحفاظ على وحدتهم مع استمرار الحملة. وأضاف في رسالة بعد تقييم الوضع في مقر للجيش داخل تل أبيب "وعدت بأننا سنغير التوازن الأمني وتوازن القوى في الشمال، وهذا بالضبط ما نفعله" وأضاف نتنياهو: "إسرائيل لا تنتظر التهديد، بل تستبقه".
وقال الجيش الإسرائيلي إنه أصاب نحو 800 هدف لحزب الله في جنوب لبنان وسهل البقاع منذ صباح اليوم.
حزب الله يعلن قصف قاعدة ومقر عسكري في إسرائيل
ومن جهته، أعلنحزب الله في بيان قصف قاعدة إسرائيلية غرب طبريا ومقر عسكري "بعشرات الصواريخ"، ردا على غارات إسرائيلية كثيفة استهدفت جنوب وشرق لبنان منذ الصباح.
وقال حزب الله في بيانين إنه قصف "المخازن الرئيسية التابعة للمنطقة الشمالية في قاعدة نيمرا" و"مقر الكتيبة الصاروخية والمدفعية في ثكنة يوآف" بـ"عشرات الصواريخ".
وتعتبر دول عديدة حزب الله ، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية من بينها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كمنظمة إرهابية.
إيران تحذر من "تداعيات خطيرة"
ومن جانبها، حذرت وزارة الخارجية الإيرانية في طهران إسرائيل الاثنين من "تداعيات خطيرة" للضربات التي يشنها جيشها على مواقع لحزب الله في لبنان.
ودان المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني "بشدة الهجمات الجوية الواسعة النطاق" التي شنتها إسرائيل على جنوب لبنان، كما وصف كنعاني الضربات الاسرائيلية بأنها "مجنونة"، منتقدا "بشدة الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة إلى إسرائيل" وداعيا مجلس الأمن الدولي إلى "اتخاذ تدابير فورية" لإنهاء الحرب بين اسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
ويشار إلى أن حركة حماس جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنف في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
يونيفيل تحذر من "عواقب مدمرة"
وحذّرت قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) الاثنين من "عواقب بعيدة المدى ومدمرة" لأي تصعيد إضافي بين إسرائيل وحزب الله.
وقالت اليونيفيل في بيان إن "أي تصعيد إضافي لهذا الوضع الخطير يمكن أن تكون له عواقب بعيدة المدى ومدمرة، ليس فقط على أولئك الذين يعيشون على جانبي الخط الأزرق، ولكن أيضًا على المنطقة ككل".
ص.ش/ أ.ح/ هـ.د (د ب أ، أ ف ب، رويترز)