Eröffnung der Frankfurter Buchmesse
١٤ أكتوبر ٢٠٠٨افتتح مساء اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر/تشرين الأول معرض فرانكفورت للكتاب، بحضور وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير والرئيس التركي عبد الله جول، والكاتب التركي الحاصل على جائزة نوبل للأدب أورهان باموك، في إطار استضافة تركيا كضيف شرف للمعرض. وخلال الكلمة التي ألقاها في حفل الافتتاح، انتقد باموك تركيا واتهمها بتقييد حرية التعبير، ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عنه قوله: "الدولة التركية تواصل معاقبة الكتاب ومنع الكتب. واستناداً إلى المادة 301 من قانون العقوبات التركي، الذي يحاولون عبره ترهيب كتاب مثلي، فإن مئات المؤلفين والصحافيين يحالون أمام القضاء ويدانون".
أما الرئيس التركي جول، فقد تحدث عن التطورات الديمقراطية في بلاده مؤكداً أن تركيا تلتزم بالكثير من الشروط الأوروبية في موضوع حرية التعبير واحترام مختلف الثقافات، لكنه تدارك قائلاً: "لم نحقق بعد نجاحاً كاملاً. ومازال أمامنا الكثير". وحرص جول على شكر باموك على مساهمته في تحقيق الاعتراف الثقافي بتركيا حسبما أكدت وكالة الأنباء الفرنسية مضيفاً: "نحن فخورون بك". كذلك، أثنى الرئيس التركي على مشاركة بلاده كضيف شرف في المعرض واعتبر ذلك خطوة هامة على درب الصداقة التركية الألمانية المعهودة مبينا أن للكتب والفنون دورا هاما في تعارف الشعوب.
ومن جانبه، أكد وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير في كلمته الافتتاحية أن ضمان حرية التعبير لا يعتمد فقط على القوانين، بل على تغيير عقلية الشعوب، مشيراً إلى أن أمام تركيا الكثير للقيام به، ومؤكدا في الوقت ذاته أن على ألمانيا أن تساعد تركيا في تحقيق ذلك. وانتهز شتاينماير المناسبة ليكرر دعمه لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وقال إن هذه هي الوسيلة الوحيدة التي تكفل النجاح لعملية دمج الأتراك المقيمين في ألمانيا بصورة كاملة، مشيراً إلى أن تركيا خطت خطوات على طريق تحقيق التعددية والديمقراطية. وأوضح شتاينماير أن معرض الكتاب يمكن أن يكون عاملا مساندا في مد الجسور بين الحضارات.
تراجع طفيف في عدد العارضين
تبدأ فعاليات المعرض، الذي يعد أكبر ملتقى عالمي للطباعة والنشر، غداً الأربعاء. ويشارك في المعرض هذا العام، 7373 عارضاً من 100 دولة، وهو ما يعد تراجعاً طفيفاً في عدد العارضين الذين وصل عددهم إلى 7448 في العام الماضي كما صرح مدير المعرض يورجن بوس. وفي المقابل، أشار بوس إلى أن مساحات صالات العرض التي قامت إدارة المعرض بتأجيرها للعارضين ارتفعت هذا العام بنسبة 1.4 بالمائة مقارنة بالعام الماضي.
ويشكل العارضون الألمان أكبر مجموعة مشاركة في المعرض، حيث يبلغ عددهم 3337 عارضا، يليهم البريطانيون (834 عارضا) ثم الأمريكيين (662 عارضا). ويحتفي المعرض في دورته الستين بشكل خاص بالثقافة التركية كضيف شرف، حيث يشارك من تركيا نحو 250 كاتبا و150 ناشرا.
الترويج للكتب عبر الانترنت
ويسعى معرض فرانكفورت للكتاب هذا العام إلى الترويج للكتاب الالكتروني. وفيما يرى العديد من العاملين في قطاع صناعة الكتب والنشر أن نشر الكتب على الانترنت سيتغلب على مبيعات الكتب التقليدية بحلول عام 2018، يعتقد المشاركون المتفائلون أن شبكة الانترنت قادرة على إنقاذ تجارة الكتاب بدلا من توجيه ضربة شبه قاتلة لها. الجدير بالذكر أن الخوف تجاه الانترنت قد تحول إلى قبول وسط الكثير من الناشرين وبائعي الكتب، في ظل إدراك مزايا مواقع بيع الكتب عبر شبكة الانترنت.
وفي هذا السياق، تتركز الأعين على الصين، التي ستحل عام 2009 كضيف شرف في مهرجان فرانكفورت للكتاب، فعلى عكس صناعة النشر الضعيفة المملوكة للدولة في الصين، تحرك الانترنت سوق النشر هناك. ووفقا لدراسات نقلتها وكالة رويترز عن مكتب بكين التابع لمهرجان فرانكفورت للكتاب ومجلة بابليشينج توداي الصينية، فإن نسبة كبيرة من مبيعات الكتب على الانترنت العام الماضي كانت صينية وكثير منها لكتاب لم يسمع عنهم من قبل.
مشاركة كتاب مشهورين وفعاليات خاصة
ومن بين الكتاب الألف الذين سيحضرون فعاليات المعرض الدولي للكتاب الكاتبان الحائزان على جائزة نوبل، التركي أورهان باموك والألماني غونتر غراس. كما يستضيف المعرض الكاتب البرازيلي باولو كويلو الذي يحظى بحضور إعلامي قوي، حيث سيتسلم جائزة جينيس لتسجيله الرقم القياسي للرواية الأكثر ترجمة في العالم عن كتابه "ساحر الصحراء" أو "The alchimist" الذي ترجم إلى 67 لغة، فضلا عن احتفاله بهذه المناسبة بوصول حجم مبيعات كتبه في العالم إلى مائة مليون نسخة.
ولن تمثل الكتب "الكلاسيكية" هذه السنة سوى 42 بالمائة من الأعمال المعروضة في فرانكفورت، فيما تتوزع الأعمال الباقية بين الكتب المسموعة وتسجيلات الفيديو وبرامج الكمبيوتر التربوية وغيرها. كما ستستحوذ الكتب الالكترونية على اهتمام الزوار، لاسيما في ظل الانتشار الواسع للأجهزة المحمولة، التي يمكن تحميلها بالكتب الالكترونية المختلفة. لذا سيكون المعرض أيضا مناسبة للشركات الكبرى المصنعة لهذه الأجهزة لعرض آخر ابتكاراتها في هذا المجال، إذ تعد كل شركة بتقديم أفضل وسيلة قراءة تمتلك سعة تخزين كبيرة وتتمتع بمواصفات عملية.