أسواق أعياد الميلاد تزين المدن الألمانية
٢٧ نوفمبر ٢٠٠٧أسواق تعج بآلاف المتسوقين والزائرين، مدن تزينت بأجمل حللها، شوارع أضيئت بمصابيح ملونة تبهر ناظريها، أكشاك نصبت في الساحات العامة، فيها ما لذ وطاب من أصناف المأكولات والمشروبات وخاصة النبيذ الساخن المعروف بــ "غلوفاين"، الذي تعبق رائحته كل مكان. أكشاك أخرى تزينت بالمنحوتات الخشبية وأدوات الزينة الخاصة بأعياد الميلاد، هذا ما تقدمه لزائريها أسواق أعياد الميلاد، التي افتتحت في العديد من المدن الألمانية في اليومين الماضيين والتي أكسبت مدينة بون رونقا وجمالا خاصين.
لقد بدأ الناس بالتسوق لأعياد الميلاد بشراء متطلبات الاحتفال بهذه المناسبة من هدايا لجميع أفراد الأسرة والأصدقاء والأقارب. وحسب التقاليد المتبعة في هذه المناسبة الدينية توضع الهدايا في أول أيام العيد تحت شجرة الصنوبر التي يشترونها خصيصا لهذا اليوم، بعد أن يتم تزيينها بالمصابيح والنجوم التي تزيد المشهد جمالا وتألقا.
وتعد هذه الأسواق تقليدا متبعا لا يفارق احتفالات أعياد الميلاد في ألمانيا، وتبدأ عادة في نهاية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني أوبداية ديسمبر/ كانون الأول وتستمر من ثلاثة إلى أربعة أسابيع، وتنتهي عادة قبل حلول ليلة الميلاد (24 ديسمبر/ كانون الأول)، وقد تمتد حتى قبيل ليلة رأس السنة الميلادية.
مدينة بيتهوفن تتزين احتفاء بأعياد الميلاد
بدت مدينة بون، المدينة التي شهدت ميلاد ونشأة عبقرية وأسطورة الموسيقى بيتهوفن، وقد عجت بأكشاك أعياد الميلاد في مثل هذا الوقت من العام الذي يستعد فيه العالم لاستقبال أعياد الميلاد. ويلحظ المتجول في هذه المدينة أنها قد تزينت بكل أنواع الزينة التقليدية وكذلك شجرة عيد الميلاد التي تزين الساحات والبيوت، بالإضافة إلى العديد من الفعاليات والنشاطات الاحتفالية. موقعنا تجول في السوق الرئيسة في المدينة واستطلع الأجواء العامة مع الأيام الأولى لافتتاح أسواق التسوق الخاصة بأعياد الميلاد.
إبراهيم تونكارا من ساحل العاج، والذي كان يتجول في السوق توقف عند كشك خاص ببيع اللوز، فقد استوقفته رائحة اللوز الطيبة كما قال لدويتشه فيله. إبراهيم سأل صاحبة الكشك عن أنواع اللوز العديدة التي خطفت العيون إليها. لقد أراد أن يجرب كل الأنواع فكأن لسان حاله يقول: "لا أقوى على مقاومة هذه الصنوف الطيبة". لكن إبراهيم وجد أن ثمنها مرتفع مقارنة ببلاده.
وللأطفال نصيب وافر من المتعة
وفي كشك آخر، بدا في غاية الجمال والزخرفة، غطت الشموع الجميلة جوانبه، شموع بدت في أشكال بديعة، رسمتها ريشة فنان بأحجام وأشكال مختلفة. وما بين كشك وآخر يجد المرء أصنافا عديدة من المعروضات والبضائع، ولكن تظل أكشاك الشكولاتة بمختلف الأذواق والأشكال أمرا لا غنى للزائر عن التوقف عندها، لتزيد متعة التجول والتسوق حلاوة.
وإذا كان الكبار والبالغين سيجدون حاجياتهم في أسواق أعياد الميلاد، فإن للأطفال نصيبا كبيرا من هذه البهجة، إذ تتهيأ هذه الأسواق أيضا لاستقبال الأطفال من خلال الألعاب والأراجيح الخاصة التي تعد لهم. وعلى جانب آخر من سوق مدينة بون وجدنا حكواتيا وقد تجمهرت حوله مجموعة من الأطفال ، يسرد عليهم قصصا داعبت مشاعرهم وأفئدتهم وأطربت آذانهم، مدخلة السعادة والسرور إليهم. وبطبيعة الحال ما كانت هذه السعادة لتكتمل من دون الهدايا التي يقوم بابا نوئيل بتوزيعها عليهم .