إحراق عشرات الشاحنات التابعة للناتو في باكستان ومقتل سبعة
٩ يونيو ٢٠١٠أعلنت الشرطة الباكستانية اليوم الأربعاء (09 حزيران / يونيو) أن مسلحين هاجموا عشرات الشاحنات، التي كانت تحمل إمدادات لقوات حلف الناتو في أفغانستان، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص، وحرق الشاحنات، في أول هجوم من نوعه بهذا الحجم. وقال كليم إمام، قائد شرطة العاصمة الباكستانية، إن ما بين 10 إلى 20 مسلحا كانوا يستقلون دراجات نارية وشاحنة بيك آب اقتحموا مستودعا على مشارف العاصمة إسلام أباد في وقت متأخر مساء أمس الثلاثاء، وفتحوا نيران أسلحتهم على نحو خمسين شاحنة، وصهريج نفط. وقال إمام لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) "إن الشرطة تحاول تحديد شاحنات حلف الناتو، التي احترقت"، مؤكدا على أن التحقيقات لا تزال جارية في هذا الحادث الإرهابي". وأوضح المسؤول الباكستاني أنه "لم يكن لدينا معلومات عن وجود شاحنات للحلف في المستودع".
وقال شاه نايز أحد رجال الشرطة إن نحو 60 شاحنة و 80 سيارة مدرعة كانت محملة على الشاحنات احترقت فى الهجوم. وأضاف إن أكثر من 80 شاحنة كانت متوقفة عندما وقع الهجوم.
وفي وصفه للحادث قال شاهد عيان يدعى عبد الله يار لـ (د ب ا) " كنت نائما داخل شاحنتي عندما سمعت دوي أعيرة نارية. قفزت خارجها ورأيت بعض منفذي الهجوم يطلقون النار، فيما كان آخرون يلقون البنزين على الشاحنات. كان الجميع يلهثون للنجاة بحياتهم". وقال مسؤول طبي في المستشفى الرئيسي بالعاصمة الباكستانية إنهم تلقوا سبع جثث، وخمسة جرحى وجلهم من السائقين الذين كانوا داخل شاحناتهم.
"ثغرات أمنية خطيرة قرب العاصمة إسلام أباد"
واستغرقت عملية إطفاء الحرائق نحو أربع ساعات، وأظهرت اللقطات التليفزيونية طوابير من الشاحنات وقد تحولت إلى هياكل معدنية متفحمة. وكان من المقرر أن تنقل الشاحنات الوقود والغذاء وإمدادات أخرى إلى أفغانستان. ولم تتبن أي جهة حتى الآن الهجوم لكن حركة طالبان نفذت في الماضي عمليات مماثلة. وهاجم من قبل مسلحو طالبان الشاحنات التي تحمل إمدادات إلى القوات الأجنبية، التي تقودها الولايات المتحدة، في منطقتي شمال غرب وجنوب غرب باكستان المضطربتين على الحدود مع أفغانستان، لكن هذا الهجوم الذي وقع في وقت متأخر من الليلة الماضية قرب إسلام أباد لم يسبق له مثيل.
وجاءت هذه العملية بعد أشهر من الهدوء النسبي حول العاصمة الباكستانية الخاضعة لحراسة أمنية مشددة، فيما يتساءل مراقبون إلى أي مدى إسلام أباد آمنة من التعرض لعمليات إرهابية. وفي سياق متصل، قال طلعت مسعود، وهو جنرال متقاعد يعمل الآن محللا أمنيا، إن "مدى اقتراب مثل هذه المجموعة الكبيرة من المتشددين من إسلام أباد وفرارهم أمر مثير للدهشة."وأكد بالقول: "إنه يظهر وجود ثغرات أمنية خطيرة"، خاصة في دولة مثل باكستان، التي تمتلك السلاح النووي. يشار إلى أن الجيش الأمريكي يرسل نحو 75 بالمائة من إمداداته، بما في ذلك الوقود، للقوات المتواجدة في أفغانستان عبر باكستان. ووقع آخر هجوم على قافلة في نيسان/ أبريل الماضي، عندما أحرق متشددون 12 شاحنة وقتلوا أربعة رجال شرطة في إقليم البنجاب. وأجبرت الهجمات، ولاسيما في منطقة خيبر القبلية في شمال غرب باكستان، قوات حلف الناتو على البحث عن طرق بديلة بما في ذلك طرق عبر آسيا الوسطى.
وفي تطور سابق، لقي ثلاثة من جنود حلف الناتو حتفهم في هجومين منفصلين في جنوب أفغانستان أمس الثلاثاء. كما قتل سبعة من الحراس الأفغان في هجمات يعتقد أنها من تنفيذ حركة طالبان، في المنطقة نفسها. من جهتها، أعلنت حكومة إقليم قندهار في جنوب البلاد، إن القوات الأفغانية وقوات حلف الناتو قتلت 14 شخصا، يُعتقد أنهم مسلحون من طالبان في عملية بالإقليم.
(ش.ع / د.ب.أ / أ.ف.ب / رويترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي