وزراء خارجية دول الناتو يناقشون سبل الخروج من أفغانستان
٢٣ أبريل ٢٠١٠واصل وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي اليوم الجمعة (23 أبريل/ نيسان 2010) في عاصمة استونيا تالين، مناقشاتهم حول كيفية خفض أعداد قوات الحلف العاملة في أفغانستان العام المقبل، وإرسال ما يكفي من المدربين لمساعدة القوات الأفغانية على تسلم الأمن حتى تتمكن القوات الأجنبية من الانسحاب. وأيدت الدول الأعضاء في الحلف وعددها 28 دولة خطة طرحها الرئيس الأمريكي باراك أوباما العام الماضي لزيادة أعداد القوات الدولية في أفغانستان لإتاحة الوقت لتدريب القوات الأفغانية.
وفي هذا السياق قال أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أندرس فوج راسموسين، أنه مقتنع بأن مهمة الحلف الغربي في أفغانستان تحرز تقدما. وقال راسموسين، في تالين، حيث بدأ وزراء خارجية الناتو المناقشات الختامية لاجتماعهم الذي بدأ أمس "لا يمكن إنكار أن الوضع الأمني في أفغانستان يمثل تحديا". وأضاف في هذا السياق "الكثير من الدول فقدت جنودا في هذه المهمة ولكننا أحرزنا تقدما العام الحالي". جدير بالذكر أن راسموسين كان قد صرح بأن الحلف مازال يحتاج إلى 450 مدربا لتدريب قوات الأمن الأفغانية للاضطلاع بالمسئولية الأمنية.
ويأتي ذلك في إطار سعي وزراء خارجية الدول الأعضاء في حلف الناتو إلى وضع إستراتيجية للحلف بشأن الانسحاب من أفغانستان مستقبلا، لاسيما كيفية نقل المسئولية عن الأمن إلى الجيش والشرطة الأفغانية. وقال راسموسين اليوم الجمعة "المستقبل واضح، هناك تنام في قدرات الأفغان كما أن هناك تناميا لقدرة الأفغان على القيادة"
ألمانيا "ستبدأ سحب قواتها نهاية 2011"
وفي سياق متصل أكد وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله أن بلاده ستبدأ في سحب جنودها من أفغانستان بحلول نهاية عام 2011. وقال فيسترفيله اليوم الجمعة في ي تالين إن الحكومة الألمانية متمسكة بما سبق وأعلنته من تخفيض حجم قوتها في أفغانستان نهاية العام المقبل. وأضاف الوزير الذي يترأس الحزب الليبرالي في ألمانيا "لا نعتزم البقاء بشكل دائم في أفغانستان". من ناحية أخرى أكد فيسترفيله أنه من الخطأ القيام بسحب عشوائي للقوات من أفغانستان. وقال: "نرى أن سحب القوات بشكل غير مدروس سيكون خطأ فادحا فالمهم هو إعداد قوات الأمن الأفغانية بالقدر الكافي"، موضحا أن عملية نقل المسئوليات الأمنية للجانب الأفغاني يجب أن تتم بالتدريج.
علاقات الناتو بروسيا
وعلى صعيد آخر سوف تتطرق المناقشات أيضا إلى استعراض علاقة الناتو بروسيا، إذ سيتم تناول قضية الأسلحة النووية التكتيكية الأمريكية في أوروبا ومسألة الأسلحة النووية الروسية فضلا عن الدرع الدفاعية الصاروخية. وفي هذا السياق كان وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله قد أكد أمس مطلبه بسحب الأسلحة النووية التكتيكية للولايات المتحدة من الأراضي الألمانية وأوروبا، مشيرا إلى عدم الحاجة إليها بعد الحرب الباردة. وجاء ذلك فيما تزايدت الدعوات المنادية بخفض عدد الأسلحة النووية منذ توقيع المعاهدة الجديدة للحد من الأسلحة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة وروسيا في الثامن من نيسان/أبريل الجاري بالعاصمة التشيكية براغ.
ومن ناحيته قال وزير الخارجية البولندي راديك سيكورسكي بعد معاهدة (ستارت) الجديدة "يجب أن نعمل على تنظيم وخفض مستوى الأسلحة النووية في المستقبل (...) والتي يوجد منها عدد كبير للغاية في أوروبا". واتفق فيسترفيله مع نظيره البولندي قائلا "نريد الآن استغلال تلك الفرصة من أجل نزع السلاح" النووي. بيد أن الولايات المتحدة استبعدت أمس سحبا مبكرا لأسلحتها النووية الميدانية من أوروبا وقالت انه في حالة خفض ترسانتها فإنها تريد من روسيا سحب أسلحتها بعيدا عن أراضي حلف شمال الأطلسي.
(ط. أ/ د ب أ/ رويترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي