Die Turbulenzen in der US-Finanzwelt
١٥ سبتمبر ٢٠٠٨ذكرت تقارير إخبارية أن مصرف "ليمان براذرز " الأمريكي سيشهر إفلاسه اليوم الاثنين (بتوقيت جرينتش) في أعقاب فشل الجهود المبذولة لإنقاذه. وكان "ليمان براذرز "، رابع أكبر بنك في الولايات المتحدة ، تكبد خسائر تقدر بمليارات الدولارات بسبب استثماراته في سوق الرهن العقاري الأمريكية. وذكرت صحيفة واشنطن بوست على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين أن الجهود التي بذلت خلال اليومين الماضيين لإيجاد مشترين لبنك ليمان براذرز فشلت، مما يفتح الباب أمام إشهار إفلاس البنك.
و جاء انهيار ليمان براذرز بعد مرور أكثر من سنة على انفجار أزمة نتيجة خسائر القروض عالية المخاطر في قطاع التمويل العقاري بالولايات المتحدة الصيف الماضي التي كبدت المؤسسات المالية خسائر باهظة. وفي صفقة أعلنت في ساعة متأخرة من مساء أمس وافقت مجموعة ميرل لينش على عرض الاستحواذ المقدم من بنك أوف أمريكا كورب مقابل 50 مليار دولار تسدد قيمتها في صورة أسهم.
تدخل المركزي الأمريكي
في الوقت نفسه أعلن مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي) الأمريكي مساء أمس اعتزامه توفير المزيد من القروض للبنوك الأمريكية والمؤسسات المالية وتوسيع نطاق المؤسسات والشركات التي يمكن أن تستفيد من هذه القروض. وقال بن برنانكي رئيس مجلس الاحتياط الاتحادي في بيان "نجري مناقشات مستمرة مع المشاركين في السوق بما في ذلك خلال عطلة نهاية الأسبوع لتحديد نقاط الضعف المحتملة في السوق في أعقاب انهيار مؤسسة مالية كبرى ودراسة ردود الفعل المناسبة من جانب القطاعين الرسمي والخاص".
وجاء تحرك مجلس الاحتياط الاتحادي كخطوة استباقية للمساعدة في تهدئة مخاوف أسواق المال قبل بدء تعاملاتها اليوم في ظل التطورات السلبية التي تهدد بتراجع كبير في أسعار الأسهم . وكان مجلس الاحتياط الاتحادي قد لعب دورا رئيسيا في وقت سابق من العام الحالي في بيع بنك استثماري آخر هو بير ستيرنز الأمريكي. وفي مطلع الشهر الحالي استحوذت الحكومة الأمريكية على أكبر مؤسستين للتمويل العقاري في الولايات المتحدة وهما فريدي ماك وماي فاني لمنعهما من الانهيار.
اضطرابات في أسواق المال
وفي يوم أحد أسود لوول ستريت وافقت عشرة من أكبر بنوك العالم أيضا على تكوين صندوق للطوارئ بقيمة 70 مليار دولار يكون من حق أي من هذه البنوك الحصول على ثلث هذه القيمة. ومن ناحية أخرى ذكرت تقارير صحفية أن مجموعة أمريكان انترناشونال جروب للتأمين المتعثرة طلبت من المركزي الأمريكي منحها قرض إنقاذ. وتشير هذه التطورات التي تأتي بعد ثلاثة أيام من المحادثات بين الرؤساء التنفيذيين للبنوك والسلطات التنظيمية في مقر مجلس الاحتياطي الاتحادي إلى أن وول ستريت وواشنطن تسلمان بأن قدرا هائلا من الدعم والمساعدة أصبح مطلوبا في مواجهة أزمة الائتمان ومتاعب سوق الإسكان في الولايات المتحدة.
تحرك البنوك المركزية في أوروبا واسيا
من جانبها سجلت الأسهم الأوروبية انخفاضا حادا في أوائل التعاملات اليوم الاثنين بعد أن تسبب إفلاس بنك الاستثمار الأمريكي ليمان براذرز في اهتزاز أسواق المال. وحذت البنوك المركزية في أوروبا واسيا حذو مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) اليوم الاثنين بمحاولة دعم الأسواق التي تترنح تحت وطأة انهيار بنك ليمان براذرز وبيع بنك ميريل لينش المتعثر. وهبط الدولار والأسهم في أسيا وأوروبا بشدة وقفزت السندات التي تمثل ملاذا آمنا بعد أن أخفقت محادثات طارئة جرت في مطلع الأسبوع في انقاذ بنك ليمان الذي تأسس قبل 158 عاما من أن يصبح أحدث ضحية لأزمة الائتمان التي اندلعت منذ 13 شهرا.
وقالت بنوك مركزية في دول أخرى من مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى إنها تتابع الأسواق عن كثب وتقف على أهبة الاستعداد للتحرك. وقال مصدر في بنك اليابان المركزي لرويترز "إننا نراقب تطورات السوق المالية وعلى اتصال مع المركزي الأمريكي والسلطات في دول أخرى." وأعلن البنك المركزي الأوروبي إنه مستعد للمساهمة في ضمان انتظام أحوال العمل في السوق النقدية في منطقة اليورو بينما قال بنك انجلترا المركزي إنه سيتحرك إذا تطلب الأمر.