الآلاف من عاملي شركة "تليكوم" الألمانية يبدؤون أكبر إضراب منذ سنوات
١١ مايو ٢٠٠٧بدأ الآلاف من العاملين في شركة دويتشه تليكوم الألمانية، أكبر شركة للاتصالات في أوروبا، إضرابا واسع النطاق اليوم الجمعة احتجاجا على خطط لخفض التكاليف وذلك في أول إضراب على هذا المستوى تشهده الشركة منذ أكثر من عشر سنوات. وقد شمل هذا الإضراب فروع شركة دويتشه تليكوم في ولايات شمال الراين -وستفاليا وساكسونيا السفلى وبريمن وهسن. وفي معرض تعليقه على فعاليات هذه الاحتجاجات قال الدو فيلهلم، المسؤول في نقابة العمال فيردي: "دعونا 11 ألف عامل للانضمام لإضراب اليوم ". هذا وسيطال الإضراب مراكز الاتصال والدعم الفني وتركيب الكابلات.
وكانت دويتشه تليكوم قد أغضبت نقابات العمال بمحاولتها نقل 50 ألف شخص من العاملين في وحدة الخطوط الثابتة التي تواجه مشكلات إلى وحدات يجري إنشاؤها حديثا برواتب أقل وعدد ساعات عمل أطول وذلك في خطوة تهدف إلى خفض التكاليف على الشركة. وقال فيلهلم إن النقابة مستعدة للإبقاء على الإضراب لفترة طويلة دون أن يحدد فترة زمنية بعينها.
"على الشركة تقديم عروض جيدة للجلوس على طاولة واحدة"
وأما متحدث باسم الشركة دويتشه تليكوم فقد قال بأنه لا تتوقع تعطيلات كبيرة جراء عملية الإضراب وأضاف: "تعاملنا مع إضرابات قصيرة في الأسبوعين الماضيين ويمكننا توقع ما سيحدث". هذا وقد فشل ممثلون عن الإدارة والعمال في التوصل الى تسوية والبحث في شأن خطط لخفض التكاليف التي تعتبرها دويتشه تليكوم عنصرا مهما للحفاظ على قدرتها التنافسية. وفي هذا السياق يقول لوثار شرودر، رئيس فريق المفاوضات عن النقابة العمالية فيردي: "إن على الشركة تقديم عروض جيدة لنعود ونتحاور على طاولة واحدة".
انتقاد من بعض الأحزاب للإضراب
وقد أثار هذا الإضراب والخلاف بين شركة تليكوم والعاملين مجموعة من ردود الأفعال على الساحة الحزبية ، حيث انتقد العديد من الساسة الألمان الإضراب الذي ينظمه العمال. فقد أشار خبير الحزب الاشتراكي الديموقراطي للشؤون الاقتصادية والسياسي ماكس شتراوبينغر من الحزب المسيحي الاجتماعي إلى الأعباء الاقتصادية التي قد تتحملها دويتشه تليكوم جراء هذا الإضراب، الأمر الذي سيؤثر على قدرتها التنافسية. وأما نائب رئيس الحزب الليبرالي الديموقراطي، راينر برودرلي، فقد قال معلقا على فعاليات الإضراب:" على الحكومة يجب ألاّ تبقى مكتوفة الأيدي إزاء هذه اللعبة الخطيرة".