البابا يواصل زيارته لألمانيا وسط انتقادات من ضحايا الاعتداءات الجنسية
٢٤ سبتمبر ٢٠١١أقام بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر قداسا في ساحة "دومبلاتس" بمدينة إرفورت في ولاية تورينغن شرقي ألمانيا، السبت (43 أيلول/ سبتمبر). وقد توافد آلاف الأشخاص إلى الساحة صباح اليوم لحضور القداس. وقارب عددهم 30 ألف شخص، في الساحة التي تتسع إلى 100 ألف شخص، ولم يكن من المسموح دخول أفراد غير حاملين لبطاقة حضور القداس لأسباب أمنية.
ورغم الإجراءات الأمنية الكبيرة التي أحاطت مكان القداس في إرفورت، إلا أنه سمع دوي إطلاق نار، في إحدى نقاط التفتيش المقامة في ساحة "دومبلاتس". وقال متحدث باسم الشرطة، ديرك زاوتر، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إنه تم إطلاق أربعة أعيرة نارية من سلاح هوائي صوب اثنين من قوات الأمن. وأكد المتحدث أنه لم تقع أي إصابات جراء الحادث. وكانت محطة "إم.دي.آر" الإذاعية الألمانية ذكرت أن أحد رجال الأمن أصيب بطلق ناري. ووقع الحادث قبل حوالي ساعتين من بداية قداس البابا في إرفورت. ولم يؤثر الحادث على مسار القداس.
انتقادات لموقف البابا من ضحايا الاعتداءات الجنسية
وانتقد مدير شبكة المتضررين من العنف الجنسي، نوربرت دينيف، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، اليوم السبت، إن اللقاء مع البابا كان انتكاسة ويخدم التكتم والتزييف والإنكار. وأضاف دينيف: لم يفد هذا اللقاء بشيء. وطالب دينيف الكنيسة الكاثوليكية بفتح ملفاتها وتوصية الساسة في ألمانيا بإلغاء فترات التقادم فيما يتعلق بجرائم الاعتداء الجنسي.
وكان بابا الفاتيكان التقى، في جلسة مغلقة مساء الجمعة، خمسة من ضحايا الاعتداءات الجنسية التي وقعت في مؤسسات تابعة للكنيسة الكاثوليكية. وعن هذا اللقاء قال الفاتيكان ومؤتمر الأساقفة الألمان في بيان مشترك إن"الحبر الأعظم أبدى تأثره الشديد وصدمته لمعاناة ضحايا الاعتداءات الجنسية"، وعن "مشاركته الوجدانية وأسفه العميق لكل ما أصابهم وأصاب عائلاتهم".
ولم يكن هذا اللقاء مدرجا على البرنامج الرسمي لزيارة البابا إلى ألمانيا، إلا أنه كان من المتوقع حدوثه كلفتة رمزية. وكانت الاعتداءات الجنسية المتكررة هزت الكنيسة الكاثوليكية بصورة عنيفة العام الماضي. وقد دعت جماعة دولية مؤخرا أعضاء الكنيسة الكاثوليكية الحاليين والسابقين مساعدتها عن طريق التقدم بأي معلومات من شأنها أن تساعد في مقاضاة بابا الفاتيكان أمام المحكمة الجنائية الدولية. وتمثل "شبكة الناجين من الاعتداءات الجنسية على يد القساوسة" الضحايا من العديد من الدول بما في ذلك بلجيكا وألمانيا وهولندا والولايات المتحدة.
المحطة الأخيرة للزيارة
ووصل بابا الفاتيكان إلى محطته الأخيرة في جولته في ألمانيا، التي تستغرق أربعة أيام، بزيارة مدينة فرايبورغ جنوب غرب البلاد. وهناك التقى البابا بالمستشار الألماني الأسبق هيلموت كول. حيث امتدح البابا كول واصفا إياه بـ"مستشار الوحدة" الألمانية.
كما التقى البابا بممثلين من الكنيسة الأرثوذكسية في ألمانيا، ومن رئاسة اللجنة المركزية للكاثوليك الألمان. وخلال اللقاء أشار البابا إلى أن "الكنيسة الأرثوذكسية هي الكنيسة الأقرب للكاثوليكية، معبرا عن أمله في أن تحتفل الكنيستان معا بالقربان المقدس". كما دعا البابا مسيحيي العالم إلى العمل معا ضد أي توجه معاد للدين، وإلى الدفاع عن حياة الإنسان وعن كرامته. ومن المخطط أن يقيم البابا، الأحد، قداسا مع الشباب في أرض المعارض بفرايبورغ، بانتظار مشاركة 28 ألف شخصا في القداس.
(ف. ي/ رويترز، د ب أ، أ ف ب)
مراجعة: عبده جميل المخلافي