الثوار يحكمون سيطرتهم على طرابلس والقذافي ينسحب "تكتيكياً"
٢٤ أغسطس ٢٠١١قال العقيد الليبي معمر القذافي إن الانسحاب من مجمع باب العزيزية في طرابلس كان "تكتيكيا". وتعهد القذافي في كلمة منسوبة إليه بثها تلفزيون "العروبة" المحلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأربعاء (24 آب / أغسطس) بعدم الاستسلام و"مقاومة العدوان بكل قوة". وقال إن مجمع باب العزيزية تمت تسويته بالأرض بعد 64 غارة جوية لحلف شمال الأطلسي (ناتو). وكان الثوار قد سيطروا على مقر القذافي، بعد أيام من القتال في العاصمة طرابلس. وأفادت تقارير بأن علم الثوار شوهد يرفرف أعلى منزل العقيد الليبي. وقال القذافي "يجب على كل الليبيين أن يكونوا موجودين في طرابلس من الشباب والرجال والنساء من القبائل كلها لتقوم باكتساح طرابلس وتمشيطها من الخونة." وأضاف قوله "أنا خرجت قليلا في مدينة طرابلس من غير أن يراني أحد. ولم أحس أن طرابلس في خطر". ولأضاف "سنقاتلهم من شارع لشارع ومن زنقة لزنقة حتى نطردهم من ليبيا".
موسى ابراهيم: متطوعون وصلوا طرابلس للدفاع عن القذافي
وفي تطور مواز، أعلن موسى ابراهيم، المتحدث باسم النظام الليبي، صباح الأربعاء أن أكثر من 6500 متطوع وصلوا في الساعات الماضية إلى طرابلس، واعدا بمد المتطوعين بالذخيرة والسلاح. وقال في تصريح لمحطة العروبة التلفزيونية بثه الموقع الالكتروني للمحطة الليبية التابعة لنجل لسيف الإسلام القذافي والمتوقفة عن البث، إن "أكثر من 6500 متطوع وصلوا في الساعات الماضية إلى طرابلس". وأضاف ""بإمكان المتطوعين التوجه إلى ليبيا وسنمدهم بكل شيء من ذخيرة وسلاح وحتى التدريب". وأكد أن "القوات المسلحة الليبية ألقت القبض على عدد من القيادات العسكرية لثوار الناتو". وهدد بأنه "إذا استمر القصف على ليبيا سنجعل ليبيا كانونا من النار وفخا للموت وسنحمي المدنيين من العصابات والحلف الصليبي".
وكان الثوار الليبيون قد سيطروا الثلاثاء على مقر إقامة معمر القذافي في طرابلس موجهين ضربة قاصمة إلى النظام الليبي المتهاوي، لكن مصير العقيد الليبي لا يزال مجهولا. كما ضيق الثوار الليبيون الخناق على سرت، مسقط رأس معمر القذافي ومعقله، حيث تجري محادثات مع القبائل المحلية للتوصل إلى دخول المدينة بشكل سلمي. وواصلت طلائع من الثوار القادمة من مصراته تقدمها نحو الجنوب الشرقي على طول الطريق الساحلي المؤدي إلى سرت، حسب ما جاء في بيان للمجلس الإعلامي للمجلس العسكري للمتمردين في مصراتة. وقال البيان إن الثوار "وصلوا إلى بلدة الوشكة، على بعد 137 كلم جنوب مصراتة". وأكد البيان أن "الثوار عازمون على مواصلة تقدمهم باتجاه سرت للالتقاء بالمقاتلين الثوار القادمين من شرق البلاد". وأكد المتحدث باسم الحكومة الليبية إن القوات الموالية للقذافي قادرة على الصمود "لأشهر أو حتى سنوات" أمام الثوار،مضيفا :"موقعنا المدني والميداني قوي جدا".
المجلس الوطني الانتقالي يعتزم الانتقال إلى طرابلس
من جانبه قال محمود شمام، المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي، إن بعض الوزراء التابعين للمجلس الانتقالي سينتقلون من معقل الثوار في بنغازي إلى العاصمة في وقت لاحق اليوم الأربعاء. ونقلت شبكة (سي إن إن) الإخبارية الأمريكية عن شمام القول إن تلك التحركات ستشمل وزراء النفط والاتصالات والداخلية والدفاع والصحة.
ميدانيا، أفادت وكالة فرنس برس أن انفجارين قويين ناجمين عن قصف جوي على الأرجح دويا في وقت مبكر من صباح الأربعاء في طرابلس بينما كانت طائرة لحلف شمال الأطلسي تحلق فوقها. وسمع إطلاق نار متقطع ودوي انفجارات طوال الليل تقريبا في طرابلس حيث لم يتمكن المتمردون من طرد القوات الموالية لنظام معمر القذافي بشكل كامل. ونقلت فرنس برس عن زعيم مجموعة من الثوار أن "قناصة ينتشرون على طريق مطار" طرابلس.
فيما أفادت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) نقلا عن قناة "ليبيا – الأحرار" التابعة للثوار أن الوضع اليوم الأربعاء في طرابلس مستقر. ونقلت قناة "ليبيا-الأحرار" عن مصادر من الثوار أن "الوضع جيد جدا وتحت السيطرة"، مشيرة إلى انتشار الحواجز الأمنية "كل مئة متر تقريبا ويحرسها الآلاف من الثوار المسلحين" ودعا المصدر الناس إلى الاطمئنان لأن "هناك الكثير من التضخيم والشائعات".
(ش.ع / د.ب.أ / أ.ف.ب / رويترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي