دروس خصوصية في ألمانيا للراغبين في أن يصبحوا "بابا نويل"
١٧ ديسمبر ٢٠٠٨قد تبدو مهمة بابا نويل، والمتمثلة في زيارة البيوت وتوزيع الهدايا على الأطفال ليلة الميلاد، للوهلة الأولى سهلة. إلا أن الواقع مختلف تماماً، إذ يتوجب على الشخص الذي سيلعب دور بابا نويل القيام بهذه المهمة مرتدياً زيه التقليدي، المتمثل في المعطف الأحمر الطويل واللحية البيضاء المستعارة، وهو زي لا يساعد كثيرا على الحركة، الأمر الذي يزيد من صعوبة هذه المهمة كما يرى شتيفان دوسايريك والذي قام بأداء هذه المهمة أكثر من 1700 مرة منذ 15 عاماً.
دوسايريك قرر الاستفادة من خبرته العريضة في هذا المجال وقام بتنظيم دروس مساعدة خصوصية في مدينة كولونيا لإعداد الأشخاص الذين يرغبون في لعب دور بابا نويل، وذلك لمساعدتهم في القيام بهذه المهمة.
ماذا يرتدي بابا نويل في ألمانيا؟
يتلقى المشاركون في هذه الحصص الخصوصية، دروساً حول طريقة اللبس الصحيحة التي يجب على بابا نويل أن يتبعها، فإلى جانب القبعة الحمراء المتدلية يجب على بابا نويل استعمال الشعر واللحية المستعارة ذات اللون الأبيض المصنوعة من الصوف الخالص، ولا يحبذ استخدام اللحى المصنوعة من مواد بلاستيكية. أما بالنسبة للباس فمن الممكن ارتداء معطف أحمر طويل وحذاء أسود قصير أو سترة حمراء وسروال أحمر فضفاض وحذاء أسود طويل، إضافة إلى حزام الوسط الأسود المصنوع من الجلد. ويُمنع استخدام أي أدوات زينة أخرى باستثناء النظارات و القفازات البيضاء. كما وينصح بعدم استخدام أي نوع من العطور والابتعاد عن تناول المشروبات الكحولية والتدخين كي لا تعلق رائحتها بملابس بابا نويل.
ويقوم دوسايريك بتوجيه بعض النصائح التي يجب على الطلاب إتباعها لتلافي الوقوع في بعض المآزق التي قد تفسد مهمتهم في هذه الليلة. فعلى سبيل المثال ينصح شتيفان المبتدئين قائلاً "يجب ارتداء الزي ومتابعة التلفاز على مدار ساعة أو ساعتين قبل الموعد المحدد"، وذلك حتى يتخلصوا من الشعور بعدم الارتياح من الزي في البداية. كما ينصح شتيفان طلابه أيضاً بتحديد مواعيد زيارة خاصة بالأهالي لكي يتم الاتفاق على نوعية الهدايا التي يحبذها الأطفال، وذلك تلافياً لمشكلة تشابه الهدايا، وخاصة بالنسبة للعائلات التي تتميز بتعدد الأطفال.
مهمة بابا نويل إسعاد الأطفال
وتختلف الأسباب التي تدفع المنتسبين للالتحاق بهذه المدرسة وتعلم هذه المهنة الجديدة، فبالنسبة لستيفن يعد الفضول تجاه تقمص شخصية بابا نويل وتجربة القيام بعمله كان الدافع الأكبر لانتسابه إلى هذه الدروس. أما عن السبب الذي دفع هيربرت الذي يعيش في تايلاند منذ عشر سنوات للانتساب إلى هذه المدرسة فيقول" أنا أمثل دور بابا نويل في أحد الفنادق في تايلاند وأريد أن أتعلم أشياء جديدة أيضاً لأقدمها هناك".
ويؤكد دوسايريك في نهاية الدرس الخصوصي الذي تصل مدته لثلاث ساعات على طلابه أن الهدف من القيام بهذه المهمة ليس الربح المادي، ويشاركه الرأي بيرند أحد المنتسبين حيث يقول "إسعاد الأطفال بهذا العرض هو أفضل شيء في هذه المهمة". وفي نهاية الحصة يقوم المنتسبون بترديد الأغاني الخاصة بهذه الفترة ويحصل كل واحد منهم على شهادة تؤهلهم للقيام بهذا العرض في الليلة المنتظرة ليلة عيد الميلاد.