مساعدات ألمانية لبيروت لمراقبة الحدود السورية اللبنانية
٣١ يوليو ٢٠٠٧يجري لبنان جهودا حثيثة في الآونة الحالية لتشكيل قوة أمنية للتدخل السريع بمساعدة خبراء ألمان لوقف تهريب الأسلحة عبر الحدود اللبنانية-السورية. وفي هذا الإطار، أكد وزير الإعلام اللبناني غازي العريضي أنه سيتم قريباً تشكيل هذه القوة التي تهدف أيضاً إلى منع عمليات التسليح المحتملة للجماعات المختلفة اللبنانية وغير اللبنانية وكذلك منع النشاطات الأخرى غير المشروعة على الحدود بين البلدين ومنها مثلاً منع دخول "الجهاديين الأجانب المتطرفين".
وفي ضوء هذا ستقوم ألمانيا بتزويد سلطات الجمارك اللبنانية بمعدات مثل أجهزة المسح الضوئي العالية التقنية بموجب اتفاق خاص تم التوصل إليه الأسبوع الماضي بين البلدين، وأقره مجلس الوزراء اللبناني في جلسته التي عقدها يوم السبت الماضي.
الأمم المتحدة تؤكد عجز القوات اللبنانية والدولية عن وقف تدفق الأسلحة
تأتي هذه المساعدات الألمانية في ضوء قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي اتخذ في الرابع من آب/أغسطس عام 2006، وتم بموجبه وقف الحرب التي دامت 33 يوما بين إسرائيل وحزب الله. هذا القرار دعا أيضا إلى منع تهريب الأسلحة أو بيعها بصورة غير مشروعة إلى لبنان.
لكن وفد التقييم التابع للأمم المتحدة الذي أوفده مجلس الأمن الدولي قبل شهرين ذكر أن القوات اللبنانية وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) عاجزة عن وقف تدفق الأسلحة، كما أضاف أن الأسلحة تتدفق فيما يبدو إلى لبنان عبر الحدود السورية. إلا أن سوريا دأبت على نفي أي تورط من جانبها في تهريب الأسلحة، وأبلغت الأمين العام للأمم المتحدة إبان زيارته لدمشق في 24 نيسان/إبريل الماضي بأنها ستعمل مع الأمم المتحدة من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
التقارير تشير إلى حزب الله بأصابع الاتهام
وتشير تقارير الأمم المتحدة أيضاً إلى أن عمليات تهريب الأسلحة عبر الحدود السورية ترجع بصفة أساسية إلى حزب الله وأنها تتم بصورة منتظمة، حيث عبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه إزاء هذا الأمر قائلاً: "أشعر بقلق شديد من احتمال تفاقم الأزمة السياسية في لبنان واشتدادها جراء تهريب الأسلحة التي يتردد أن معظمها يصل إلى حركة حزب الله المسلمة الشيعية".
ويعتقد الكثير من المراقبين اللبنانيين أنه ما لم تقم السلطات اللبنانية بإحكام مراقبتها للحدود مع سوريا المجاورة فإن الجماعات الإسلامية المتطرفة الذين وجدوا ملاذا آمنا في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين ستمثل خطرا متزايدا. وتشمل هذه الجماعات تنظيم فتح الإسلام التي يشتبك حاليا في معارك دامية مع الجيش اللبناني منذ 20 أيار/مايو في نهر البارد بشمال لبنان. وتؤكد المصادر الأمنية بأن "إحكام مراقبة الحدود سيقلص فرص اندلاع حرب جديدة في لبنان".