أبناء المهاجرين ـ أجانب في ألمانيا... ألمان في الوطن
١٩ مايو ٢٠٠٨كان هناك مقترح طرح عام 2000 من قبل الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر في ألمانيا يسمح بازدواج الجنسية، وبالذات لمن هم من مواليد هذا البلد، بحيث يكون من حق من يبلغ سن 18 عاما أن يحتفظ بجنسيته الأصلية إلى جانب الجنسية الألمانية. و أدخلت الحكومة الألمانية حينها إصلاحات على قانون التجنيس تجيز للأطفال المولودين في ألمانيا من أصول غير ألمانية اكتساب الجنسية الألمانية إلى جانب جنسية بلد والديهم. و لكن الحكومة المحافظة الحالية وضعت العوائق في طريق ازدواج الجنسية.
و نتيجة لذلك تسقط الجنسية الألمانية تلقائيا عن الشاب الذي يبلغ الثالثة و العشرين من عمره و لم يتنازل عن الجنسية الأخرى. و لكن معظم الشباب لا يعرفون هذه المعلومة كما أفاد السيد أراز الذي أضاف أنه يعرف بعض الحالات من الشباب الذين وصلهم خطاب السلطات بشأن التجنيس و لكنهم لم يتفاعلوا معه و لم تكن لهم الرغبة في ذلك، و لهذا فإن أراز يقوم بتوعية هؤلاء الشباب و الشابات في المدارس و المراكز.
وفي الوقت الحالي هناك أكثر من ثلاثة آلاف شاب و شابة عليهم أن يقرروا، بعد أن أوشكوا على بلوغ سن الثامنة عشر أي من الجنسيتين يختارون وبالتالي أي من جوازي السفر؛ الألماني أم جواز سفر البلد الأصلي.
القرار الصعب ـ شباب بين وطنين وهويتين
أحمد سوف يبلغ في الشهر القادم الثامنة عشر من عمره و هو يفكر في كيفية اتخاذ القرار الصعب برأيه حيال اكتساب الجنسية الألمانية، بعد أن وصله خطاب من السلطات المسؤولة يطالبه باتخاذ هذا القرار. و أحمد يحمل الجنسيتين الألمانية و التركية و يحب أن يحتفظ بهما معا، لذلك فهو يشعر أنه محتار بين خيارين. و قد لخص مشكلته قائلا بأنها مشكلة "جيلنا التي تقضي بأن الواحد منا يشعر و هو في ألمانيا أحيانا بأنه أجنبي و يشعر في بلد والديه بأنه شبه ألماني."
أما نرمين ذات الخمسة عشر ربيعا فتقول إن أبويها تركيان و أنها هي تفتخر بكونها تركية. و مصطفى نموذج آخر فقد قال هو أيضا إن "كل واحد هنا يشعر بأنه تركي و سوف أعرف هنا إما بالمهاجر أو بالتركي و أنا كذلك أشعر بهذا". هكذا قال مصطفى الذي يصف تركيا بأنها وطنه الأصلي. أما الشاب ألبر فيلخص ما يختلج في داخل كثير من جماعات الشباب بالقول إن بعض الأتراك من حاملي الجنسية الألمانية يشعرون أنهم ألمان، فقط لأنهم يحملون الجنسية الألمانية، و آخرون يقولون أنهم أتراك رغم حملهم للجنسية الألمانية. و لذلك لا يعرف المرء هل هو ألماني أم تركي، حسب تعبيره.
و يشعر هؤلاء الشباب الأتراك أنه من غير العدل أن يسمح بازدواج الجنسية في بعض الحالات مثل الدول التي لا تسمح بالتنازل عن جنسيتها كالمكسيك و سوريا و إيران و لا يسمح لهم بذلك خاصة و أن مواطني الإتحاد الأوروبي مسموح لهم بتعدد الجنسيات. و يشاطرهم السيد أراز هذا الرأي أيضا.